بقدر ما تتأجج المشاعر تجاه شخص بحجم شاعرنا ، بقدر ما تستعصي الكلمات التي يمكن أن تفيه حقه ، ولا أحسبها ستستطيع ذلك ...
ارتأيت إدراج بعض ما كبتته أو ترجمته من نصوصه في هذه اذكرى الحزينة ونحن نفتقد بشاشته ولطفه وزخم إبداعاته ..
================================================
هذا لطلعت .. اعترافا بالجميل
ماذا فعل طلعت الإنسان و الشاعر من أجل نور الأدب ؟
طبعا لا يعرف مقدار الجهد الذي بذله من أجل تاسيسه و النهوض به إلا رفيقة دربه ابنة خاله الأديبة هدى .
ونحن كأسرة نورالأدب ، لا يمكننا نكران الجميل ونسيان ما قدمه الراحل العزيز من يد بيضاء وخدمات جلى .
وقد رأيت إحداث هذا الملف لتمكين أحبته من وضع ما تختزنه ذاكرتهم مما لمسوه من خدمات الفقيد الغالي للمنتدى ، اعترافا بالجميل نحو شاعرنا رحمه الله .
وأستأذنكم في البدء بذلك على سبيل المثال لا الحصر .
أولا : لا أنسى دعوة طلعت بالالتحاق بالمنتدى في نفس الأسبوع الذي تأسس فيه .
ثم توالت مجهوداته و أختزلها في ما يلي :
دعواته المتكررة للحوار والنقاش رغم اختلاف الآراء .. حتى الأشياء التي لم يكن مقتنعا بها كان يتقبلها بكل تواضع دون أن يهاجمها .
وأذكر لحد الآن الموضوع الشائك الذي أثارته قصيدة النثر التي كادت تحدث حزازات بل وعداوات فكان رأيه أن يحترم كل رأي .
اهتمامه بنقد النصوص وذلك بإحداث ركن "في الميزان" ، وإعطائها العناية اللازمة حتى يشعر الكاتب بأهمية ماكتب . ونقده كان صريحا لكن ليس جارحا .
وأذكر دائما وأنا أبتسم يوم نقد لي قصة "العيد" ، وحين بدر مني ما يشي بإعجابي بالقصة سألني : وما يدريك يا صديقي أنها قصة جيدة ؟
طبعا كانت هذا الملاحظة كفيلة بجعل أي كاتب يشعر بالإحباط . لكني كنت اعرف طلعت وأعرف نواياه البعيدة عن كل تهجم أو تجريح . فكنت سعيدا برأيه الذي كان يوجهني .
العمل الجماعي كان يستهويه ، ولذلك أحدث رواية ليشارك فيها أكثر من مؤلف .
نزعته الديموقراطية جعلته يبتكر شيئا فريدا يتمثل في إحداث جمهوريات افتراضية تضمن حرية كل منتمي لنور الأدب في التعبير عبر جمهريته الخاصة به .
هذه نبذة مختصرة جدا عما قام به الراحل من أجل النهوض بأعباء هذا الصرح المتميز .
دعواتي للراحل بالرحمة و المغفرة في يوم الجمعة المبارك هذا .
================================================== ===
ترجمة قصيدة "سترحلون" إلى الفرنسية
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=25754
================================================== ===
يعاتبني الليل
في غفلة عن العيون .. أتأمل ملكوت الخالق الجبار في صمت الليل الداجي ..
يعاتبني هذا الليل الغارق في صمته الأبدي ..
لم تحزن ؟ لم تغتم ؟ لم تأسى ؟
ابتسم .. فإن هذا الرحيل ليس يضاهيه رحيل ..
ابتسم ولا تبك .. فإن هذا الرحيل تضوع بشذا الأرض ..
لا تأس .. فإن الجسد قد التحف حب الوطن ..
لا تغتم .. فإن الروح تشبعت بنكهة البرتقال
و الزيتون
والزعتر ..
ابتسم .. فإن من كتب لوحة أولى للحب
كان إحدى هذه اللوحات ..
ومن سطر أبياتا للشهيد
كان هو نفسه شهيدا ..
ومن أنشد ساعة الغروب
كان أجمل من هذا الغروب ..
عليك أن تبتسم
لأن الحب لا يرحل
و الجمال لا يذبل
والشهيد لا يموت