عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 11 / 2014, 55 : 07 AM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

قصة الداجن التي أكلت شيئاً من القرآن

[align=justify]
في حديث السيدة ‏عائشة، ‏أنها قالت: ‏ نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً، وكان في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته، دخل ‏‏داجن ‏ ‏فأكلها - الداجن: الشاة يعلفها الناس في منازلهم، ويقع على غير الشاة من كل ما يألف البيوت من الطير وغيرها - (سنن ابن ماجة 1/625، سنن الدارقطني 4/179، مسند أبي يعلى 8/64، المعجم الأوسط للطبراني 8 /12، تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة، المحلى لابن حزم 11/236 وقال: هذا حديث صحيح). يعني أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جداًّ، حتى إنه صلى الله عليه وسلم توفي وبعض الناس يقرأ خمس رضعات ويجعلها قرآناً متلواًّ، لكونه لم يبلغه النسخ لقرب عهده، وأنَّ الناس لما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عنه وأجمعوا أن هذا لا يتلى. قال القرطبي (أحمد بن عمر، ت: 656 هـ): وغاية ما يُحمل عليه حديث عائشة: أن ذلك كان كذلك، ثم نسخ كل ذلك تلاوة وحكماً (المفهم 4 / 185 ). وقولها: فدخل داجن فأكلتها، تعني: كان مكتوباً ولم يُغسل بعد - أي يُمحى من الصحف لنسخه - وإلا فالقرآن لا تجوز الزيادة فيه ولا النقص بعده (شرح فتح القدير 3 / 440 )، وسواء أكله الداجن أو تركته، فهو مما رفعه الله تعالى من القرآن.
لكن في الحديث إساءة إلى السيدة عائشة أنها ضيَّعت ما يُتلى في بيتها حتى تأكله الشاة فيتلف، وهو كذب ظاهر:
فالحديث مدار جميع طرقه وألفاظه على الإسناد الآتي :
عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن السيدة عائشة؛وأخذه عن عبد الله بن أبي بكر جماعة من الرواة، كانت روايتهم على الوجوه التالية :
الوجه الأول: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري، ولفظه : نزل في القرآن عشرُ رَضعات معلوماتٍ ، ثم نزل أيضاً خمسٌ معلومات(صحيح مسلم رقم 1452) ولا تشتمل هذه الرواية على شيء من قصة الداجن التي أكلت شيئاً من صحف القرآن الكريم .
الوجه الثاني بلفظ : كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلوماتٍ يُحَرمْنَ، ثم نُسِخْنَ بخمس معلوماتٍ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فيما يُقرأ مِنَ القرآن (الموطأ رقم 17، صحيح مسلم 1452) والرواية لا تشتمل أيضاًً على شيء من قصة الداجن تأكل شيئاً من المصحف، إنما فيه زيادة: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فيما يُقرأ من القرآن.
الوجه الثالث : برواية محمد بن إسحاق، بلفظ: لقد أنزلت آية الرجم، وَرَضَعَاتُ الكبير عَشْرٌ، فكانت في ورقة تحت سريرٍ في بيتي، فلما اشتكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تشاغلنا بأمره، ودخلت دُويبة لنا فأكلتها )مسند أحمد بن حنبل 43/ 343، سنن ابن ماجة رقم/1944)،بزيادة عما رواه يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك بن أنس.
وزيادته من بابة (الشذوذ)، والحديث الشاذ: هو الحديث الذي يخالف فيه الراوي الثقة ما رواه الثقات الأحفظ منه أو الأكثر عدداً، فكيف إذا انفرد الراوي بلفظ خالف رواة هم أكثر عدداً وأقوى منه حفظاًًًًًًًًًً ؟ قال سفيان الثوري (ت: 161هـ إمام الحفاظ، وأمير المؤمنين في الحديث): كان يحيى بن سعيد الأنصاري (وهو تابعي حجة فقيه، ت: 143هـ) هو أجل عند أهل المدينة من الزهري (محمد بن مسلم، ت: 124هـ الإمام التابعي، الحافظ المدني). وعده علي بن المديني (ت: 234 هـ وهو من أكابر شيوخ البخاري) أحد أصحاب صحة الحديث وثقاته ومن ليس في النفس من حديثهم شيء. وقال فيه أحمد بن حنبل (الشيباني، ت: 241 هـ): أثبت الناس. وقال وُهَيب (بن الورد المكي، ت: 153 هـ العابد الثقة): قدمت المدينة فلم أر أحداً إلا وأنت تعرف وتنكر غير مالك ويحيى بن سعيد (تهذيب الكمال 31 / 325، تهذيب التهذيب 11/223).
ومحمد بن إسحاق المُطَّلبي (ت: 150 هـ): صاحب المغازي، هو ثقة، لكنه خالف رواية الأئمة الثقات، وتفرد.
وقال أيوب بن إسحاق البغدادي، وكان صدوقاً: سألت أحمد بن حنبل، فقلت: يا أبا عبد الله، ابن إسحاق إذا تفرد بحديث تقبله ؟ قال : لا ، والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد، ولا يفصل كلام ذا من ذا( تهذيب التهذيب 9 / 45) .
وقال الذهبي (محمد بن أحمد، ت: 748 هـ): وأما في أحاديث الأحكام فينحط حديث ابن إسحاق فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن إلا فيما شذ فيه، فإنه يعد منكراً (سير أعلام النبلاء 7 / 41 ).
ومعنى هذا أن قصة الشاة التي أكلت صحيفة القرآن الكريم في بيت السيدة عائشة قصة ضعيفة لا تثبت. قال ابن قتيبة (عبد الله بن مسلم الدينوري، ت: 276 هـ): ألفاظ حديث مالك خلاف ألفاظ حديث محمد بن إسحاق، ومالك أثبت عند أصحاب الحديث من محمد بن إسحاق (تأويل مختلف الحديث 443 ).
فصح أن الآيات التي ذهبت لو أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبليغها لبلغها، ولو بلغها لحفظت، ولو حفظت ما ضرها موته كما لم يضر موته عليه السلام كل ما بلغ من القرآن ( المحلى 12 / 177).
وقال الباقلاني (محمد بن الطيب، ت: 402 هـ) :وليس على جديدِ الأرض أجهلُ ممن يظُنُ أن الرسولَ والصحابةَ كانوا جميعاً يُهملون أمرَ القرآن ويعدِلون عن تحفُظه وإحرازِه، ويعوِّلون على إثباته في رقعةٍ تُجعَلُ تحتَ سريرِ عائشةَ وحدَها، وفي رقاعٍ ملقاةِ ممتهَنةٍ، حتى دخلَ داجنُ الحي فدرسَ أثرُه وانقطعَ خبره ! (الانتصار للقرآن 1 /412- 418 ).
فظاهر هذه القصة الصحة، لكنها معلولة، والعلة في الحديث: هي سبب خفي يقدح فيه مع أن ظاهره الصحة. والرواية التي ظاهرها الصحة تعرف علتها بجمع الطرق التي رويت فيه الرواية. وابن إسحاق اضطرب في روايته هنا، فرواها على خمسة وجوه:
1 رواها عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن السيدة عائشة.
2 ورواها عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن السيدة عائشة.
3 ورواها عن الزهري، عن عروة، عن السيدة عائشة، ليس فيها الزيادة المنكرة.
فابن إسحاق وإن رواها بخمس طرق، لكنه تناقض فيها واضطرب.[/align][align=justify][/align][align=justify][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس