[align=justify]
10-
وداعاً أمي
ما زلنا نبذل الجهد لننسى أحزان الماضي.. ما زلنا نبذل الجهد لنلتقط الأنفاس.. فإذا الحزن من جديد يدق أبوابنا.. والدموع ما زالت ترقد بين أجفاننا.. والبسمة تتصنع وخلفها الحزن عرشت مقامها بألوان العذاب..
أعوام تمضي مثقلاً بالأحزان والحسرات.. وعام يأتي كسابقه من الأعوام.. وأعوام ستمر عاجزة عن إطفاء لهيب الشوق واللوعة والأسى، الوحدة.. والحيرة.. والفراغ.. والغربة.. والألم.. كلهم عليّ أتحدوا بلا ملل ولا كلل، كلهم عليّ تألبوا كالأجل.. كلهم حثوا إليّ بلا خوفٍ أو وجل، مشاعر الحزن تملك كل جوارحي.. وتضيع كلمات الرثاء وسط الهموم واليأس...
لنا إيمانٌ بالله وثقة في قدرته الحكيمة.. فنحن نقطة في مركز دائرة، مهما حاولت الإفلات أصتدمت بالمحيط الأزلي الذي لا بداية له ولا نهاية.. وهذا حال كل البشر.. نولد.. نحب.. نكره.. نأمل.. نيأس.. نتشوق، ثم لا نلبث.. نكبر.. نهرم.. نموت، شيءٌ مرير صعب أن تقتنع تقبل حقيقة الغياب، غياب أبدي لا عودة فيه.. ولكنها الأقدار وسنة الحياة.
ما شأنك يا أمي بصمتك قد أفزعتيني؟! هل الصمت خيرٌ من الحديث؟ أرجو ذلك.. لكن قلبي يا أمي لازال لم يهدأ.. لم يذق طعم الراحة.. وأجفاني يأست عن رقاد.. كوة في جدران قلبي عششت فيها أحزان السنين الماضية..
يا أمي مالكِ؟؟ أتسمعين صوت الحنين، كالنحيب في قلب الحبيب، هل ستعود ذكرياتنا الحلوة يوماً؟؟ أم ستتلاشى كآخر لحن ونغم؟ قطرات دموعي يبللها الحزن، وقلبي المصلوب في ثنايا صدري يعصره الألم، أستنشق عطر الماضي البعيد بين رسائلك المسطرة بأناملك الحنونة، ويداي ترتجف كلما ألتقطت صورتك.
سؤال محير يكتم الأنفاس؟؟.. يلف ويدور ويصرخ بصمت ثم لا يلبث أن يعود بلا جواب.. فلو عدت فقط لثواني.. ربما حصل الكثير خلالها.. ربما أجبت عن سؤالي.. ربما أطفأت غليل قلبي.. ربما.. ربما.. ولكن هيهات أن يتحقق هذا الأمل.. هيهات من طريق العودة من ذلك العالم الغيبي .. ولكن مع هذا سأظل أترقب عودتك.. ربما في الحلم.. طالما في الحقيقة شيء مستحيل.. وحينها سوف أسألك أعاتبك ثم أرمي نفسي بين أحضانك الدافئة..
[/align]