في حديث السيدة عائشة قالت: كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة متى الساعة، فنظر صلى الله عليه وسلم إلى أحدث إنسان منهم فقال: إن يعش هذا - لم يدركه الهرم - قامت عليكم ساعتكم (متفق عليه، ورواه مسلم من حديث أنس بن مالك ولفظه: إن يؤخر هذا، فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة. ورواه البخاري مطولاًً عن أنس).
فلم يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم تحديد وقت الساعة العظمى إلى وقت هرم ذاك المشار إليه، إنما المراد أن ساعتهم - وهو انقراض قرنهم وعصرهم - قصاراه إلى مدة عمر ذلك الغلام، فالمرء إذا مات فقد قامت قيامته بموته وقامت ساعته. وفي الحديث الصحيح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما على الأرض - يعني اليوم - نفسٌ منفوسة يأتي عليها مائة سنة (سنن الترمذي رقم 2250، صحيح ابن حبان رقم 2987، 2988، 2991) يعني انقضاء وقتهم وعصرهم، وقال المغيرة بن شعبة الثقفي (ت: 50 هـ): يقولون القيامة القيامة، وإنما قيامة أحدهم موته (تفسير الطبري 24 / 50 وإسناده صحيح)، وللطبراني (سليمان بن أحمد، ت: 360 هـ) من رواية سفيان بن أبي قيس قال : شهدت جنازة فيها علقمة فلما دفن قال: أما هذا فقد قامت قيامته (وانظر المقاصد الحسنة رقم 1133 ).