ثالثاً: قيام الدولة:
يرى ابن خلدون أن هناك سببين لقيام الدولة الأول:حفظ أمن المجتمع ليتمكن الناس من العيش والتكاثر والإنتاج فقد أودع الله في الإنسان الحاجة إلى الإجتماع لتحصيل مايلزم لبقاءه من طعام وشراب وكساء ومأوى ودفاع عن النفس.الثاني: هو عصبية العشيرة وذلك أن الإجتماع البشري له شكلان هما: البدوي والحضري.
الشكل البدوي: هو الأصل في كل أمة وهو السابق على الحضارة ويقترب نشوء الدولة بنزوح نواتها العشائرية إلى المدينة وهجرتها البادية.
الشكل الحضري:وقد عرف التاريخ بدواً كثيرين أصبحوا حضراً ولكنه لم يشهد إلا قلة من الحضريين عادوا إلى الحالة البدوية ..فالبداوة أصل الحضارة .
رابعاً أجيال الدولة:
وكل عصبية عند ابن خلدون تعيش أربعة أجيال
الجيل الأول: المترع بالعصبية والشجاعة والنشاط والتقشف
الجيل الثاني: الذي ربي على يد الأول فأحتفظ ببعض مزايه وفقد بعضها الأخر بسبب التحضر.
الجيل المقلد: الذي ولد وربي في النعيم وحسب أن الأمور تسلم له ولأهله قيادتها بلا مشقة فيشغل بالملذات .
الجيل الهادم: الضعيف ضعفاً مطلق والمتسفخ بفعل تراكم عوامل الإنحلال في شخصيته وبه تزول الدولة .وعندما تؤذن الدولة بالإنهيار قد يقوم ملك متحمس قوي بمحاولة إرجاع شبابها وتجنيبها الهاوية التي تنحدر إليها ولكنه يفشل لأن فعل القوانين الأجتماعية الحتمية أقوى من فعل الأفراد وأن العصبية هي التي تنشأ قادتها وليس القادة هم الذين ينشئون العصبية