عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 11 / 2014, 00 : 05 PM   رقم المشاركة : [17]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

رد: ( قميص الروح ) للنقد والدراسة

حمّى الحرمان وانقطاع صهيل الخيل

أجزم بأنّ كلّ قصيدة للشاعر الصديق والمغفور له بإذن الله طلعت سقيرق عالم بحدّ ذاته، عالم متكامل المواصفات والعناصر الجمالية والفلسفية. أقرأ شيئًا من الألم في مطلع قصيدته قميص الروح، حيث يعترف الشاعر بعدم وجود قوّة قادرة على إعادة تفاح الصباح إلى حضيرة الزمن العابر، والزمن دومًا عابر، لكنّ الرغبة باسترجاع التفاح (ذو الدلالات الكثيرة - فاكهة الجنّة) تتحدّى عامل الزمن المنكسر في الذات الشاعرية. كما يمكن قراءة عبارات الوداع والشوق وكأن الشاعر في العام 2010 شعر باقتراب نهايته الدنيوية.

هذه قصيدة ملحمية وتعتبر منحىً حادّ في نفس الشاعر، والدليل على ذلك اختفاء الأجنحة المادية وحرمان الأيدي من القدرة على التحليق والسقوط ذات الوقت في حمّى صهيل الخيل، التي تعتبر بدورها مؤشرًا للقوّة والأصالة. ثمّ يعاجلنا الشاعر في ملحمته بذكر الليل البهيم الجارح وتناول خبز الوداع، وأكاد أجزم إنّ الحبيب رحمه الله قد أيقن بأنّ موعده مع الأبدية قد اقترب، وهناك رؤية أخرى تتمثل بامتداد فترة الفراق مع الوطن، الأمر الذي ترك لدى الشاعر إحساس بالحرقة والتعب والحمّى.

تبدو ساحة الناي التي تطرّق إليها الشاعر ملجؤه الأخير المفضّل لأنّه قادر على استيعاب فضاءاته وكأنّه قميص الروح المتنامية في فضاءات البحث عن الذات ومراياها المتماهية بالشوق.

من حمل السرير المستبدّ إلى عالم خيال سقيرق وانطوى كناية عن الانكسار؟ أهو المرض الذي ألم به في نهاية مشوار العمر، وهو الخالد بيننا؟ وهو الذي حيّرنا بموسوعته الفريدة من الشعر والنتاج الأدبي المتنوع. لايفتأ الشاعر يتساءل أيضًا، مصرًّا على معرفة خبايا الحدود الغافية "حدود الوطن"، وفي تفاح سقيرق ذي الدلالات الأسطورية عروة نمرّ بها نحن القرّاء والأصدقاء لكنّها تتعذّر لعبور الشاعر، ليترك لنا بكلّ الكرم الذي تميّز به الفرصة كلّها كي ننجو وننتقل إلى الرصيف الآخر.

ثمّ نجد في حمّى الألم والقلق والتشاؤم نافذة النور والخلاص في نهاية القصيدة برغم الآهات الخمسة التي لا يعرف كنهها سوى سقيرق. نرى الشاعر ينفض عن جسده قميص التعب ويعيده صوت ارتطام "الفتى اليافع الذي كانه يومًا" إلى وفي مرايا الطفولة مغسولا بالحلم.
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس