سهرت ومـا في القلب شوقٌ متيما
ولا شدَّني حسنٌ ولم أكُ مـرغما
ففي القلب أحـزانٌ وفي العين دمعةٌ
وشُدَّت لي الآلام والكـون أظلما
لهيبٌ مـنَ النيران شبّ ضِـرامه
بأرض "شفاعمرو" أراه مدمدما
ومـنْ يرهب النيران يأكله كيدها
ومــن يرتضي الإذعان لن يتألما
فثوري " شفاعمرو " فِـداؤكِ أمة
بغير حليب الثأرِ لن تتفطّما
وثوري "شفاعمرو" على البغي ثورة
تهزُ الكيان المسخ أو يقطر الدما
ودكِّي شفا عمرو الغزاة بفعلهم
ولا تغفري جرما فذو الجرمِ اقسما
بـأنَ يَقْتُلَ الطفل الوليد وأمـهُ
فهلْ ترتضين الذلَّ يا قلعة الحمى
وهل تتركين الذئب يرعى صغاركم
وهل ترحم الأفعى وديعا وأجذما
"هزارٌ" و "ميشيلٌ" و "دينا"و "نادرٌ"
تنادي على الأحـرار كي تتحزما
"هِـزارٌ " عروسٌ والدماءُ خضابها
"ودينا" غدت منها وقد كنّ توأما
فيا ويحكم أهـلي تزفون عـرسها
بجمعٍ، وكـل الجمع أصبح أبكما
أيـا لهف نفسي من عروسٍ خضابها
دمـاءٌ وأما العرس قد كان مأتما
"أميشيل" إنْ لفوك في عَلـم الفدا
ونـوديَ بـالأحرار أن تتوالمـا
فسلمْ عـلى أهـل الشهادة إنهم
شمـوعٌ تنير الـدرب كي نتعلما
ويـا نـادرٌ إنَّ الشهادة مقصدٌ
ومن رامها يبقى مدى الدهر أعظما
ومـنْ يُسلمِ الغازي سيأتيه مكره
ومـن يمتشقْ سيفا حمـاه محرما
وكم رجـلٍ ما مات من ألف طعنةٍ
وكم رجـلٍ من دون حربٍ تهدَّما
حـرامٌ علينا أن نمـوت فريسةً
وكل ذئاب الأرض في مرقد الحمى
عـزاءي إلى أم الشهيد وأهـله
سلامي إلى مـنْ بـالفداء تكلما
خالد حجار
فلسطين