|
رد: في الذكرى الـ27 لانتفاضة الحجارة
سيدي الفاضل أستاذي الحبيب الشاعر الأديب محمد الصالح الجزائري
كتبت منذ ما يزيد عن 15 عاما هذا ولا ضير من نشره مرارا وتكرارا كما نكرر التذكير بفعل الانتفاضات وقوتها
إ
ذ ليس لنا إلا أن نُصبح قوة .. ونعزز تلك القوة
يس امامنا الآن ، إذن ، إلا ان نصبح قوة ..
وهذا الأمر بيدنا .
ان القوة لا تنمو بالتأكيد في الأوضاع الحسنة وفي اجواء " الدلال "
بل على العكس ، فقد نمت قوتنا كثيرا خلال اعوام المصائب بالتحديد .
ونحن مدينون جدا لشارون وحكام اسرائيل المتعصبون .. إذ ان مصانع
الأسلحة والصواريخ واعداد المقاومين والمتطوعين الاستشهاديين
وقوة الانضباط والتآلف الشعبي ما كانت لتتحقق لولاهم ...
ان اعوام المصاعب والمصائب قامت بدور حيوي كبير في حياتنا.
ولربما هيأتنا تجاربنا هذه لملاقاة الأخطار وكانت بالنسبة لنا
مدرسة مفيدة .
ان مسألة الدفاع تتطلب منا الآن فهما مختلفا عما تعودنا
عليه في السنوات الماضية .. انطلقنا من مستوى الدفاع عن
البيت والشارع والحارة وبإشكال مختلفة وأصبح الدفاع اليوم
عن الحق في الحياة فوق ارضنا فلا ملجأ آخر لنا يمكن لشارون
ان يُرحلنا اليه ... !
علينا الاستعداد لمعركة طويلة الأمد ... ولم يكن يخطر ببال
اجدادنا ان المعركة ستطول هكذا فعلا .. . ولو سألنا في بداية
الأحداث ومنذ العشرينات من القرن الماضي :
هل سيكون بإمكاننا الصمود ضد العصابات الصهيونية
وضد القوى المساندة للعدو والتي تقف من وراءهم ،
وعلى امتداد هذا الزمن ، لما كان في وسعنا الإجابة بيقين .
وها نحن ما زلنا صامدين .
ومن الجائز ان تكون المعارك القادمة اطول وأصعب .
فمن الضروري ان يعرف العدو وأمريكا من وراءه معا ،
ويشعروا بأنه توجد هنا \ في ذاتنا \ قوة لا يمكنهم ان يبتلعوها .
وعندما نستعمل كلمة " قوة " يعني اننا سوف لا نضن بأي تضحية
ولن نوفر اي جهد ، واننا شعب قوي الشكيمة ، ومن غير الممكن
اخضاعنا عبر استمرار الاحتلال وقوانين التعسف ..
عندئذ فقط ستكون هناك فرصة لإتباع سياسة مختلفة من
جانبهم إزاءنا سواء من العدو المحتل او امريكا الداعم له ..
قالوا :
من يركع تحت وطأة الضربات الأولى لن تقوم له قيامة ، ولكن
من يعرف كيف يدافع عن نفسه ويعبئ كل قواه وكل صلابته
وكل ايمانه بعدالة قضيته ومستقبله ، فإن له ان يأمل الصمود
بالمعركة .. وايضا بالانتصار .
فشعبنا اليوم قد اُختُبر تماما ولم يركع تحت وطأة كل الضربات
على شدتها وهو في معركته ما زال صامدا وسوف يتجه بالتأكيد
الى تحقيق النصر .
|