الأديب الغالي أستاذ علاء تحياتي
بديع جداً ما كتبت هنا معبراً عن نور الأدب كوطن مصغر - وكأنك كنت معنا - طلعت وأنا حول ما نريد من نور الأدب أبان تأسيسه..
حقيقة أردنا وطناً صغيراً أو مصغراً للوطن أو بمعنى أدق مرفأ عربي وطني .. أردناه وحدة عربية مصغرة وأردناه حراً وطنياً غير تابع لأي جهة أو حزب أو نظام لكنه ينتمي لكل أديب ومثقف عربي شريف...
عانينا كثيراً في البداية وقد أتطرق لهذا في كتابة هذه المذكرات المختصرة ، عملنا جهدنا ألا يخطف أحدا نور الأدب لينضوي تحت عباءة ما ومنعنا بحزم أدب منافقة السلاطين.. وكان يمنع السياسة المتعلقة بغير فلسطين حتى لا يسهل خطفه، ولا شك أن طلعت أكثر جرأة مني في هذا ، فأنا جريئة بشأن نفسي لكني من شدة ما رأيت ضحايا ولأني أشعر هنا بالمسؤولية أخاف على غيري، ومن جهة أخرى أخشى أن يزعل مني أحد ( وهذا أكبر عيوبي ) وهذا العيب حدّ كثيراً من جرأة رأيي التي أمارسها في حياتي الطبيعية الصحفية ونشاطي في لجنة حقوق الإنسان.. لا أعرف إذا كنت سأتمكن ها هنا أن أكتب عن هذه الجزئية في يوم ما.. أنا ما زلت عربية لكن طول غربتي جعلني مختلفة قليلاً فأنا مثل كل من يعيش في الغرب طويلاً لا أتحمل الأصوات العالية ولا التطاول وبطبيعتي الفطرية حساسة جداً تجاه كل كلمة وتجاه مشاعر الناس ( وهذا العيب في الحساسية المفرطة أيضاً دفعت ثمنه غالياً في نور الأدب وضيع مني الكثير وجعلني أعمل فقط لغيري وأضحي بذاتي الأديبة دون قيد أو شرط ) حقيقة لا أريد أن أستمر على هذا المنوال الذي جعلني أشعر بالنفور ، فأنا صاحبة رسالة وأولى الناس بهذه الرسالة وإلا أكون لم أفعل شيئاً مما أريد وأزداد تقوقعاً ومرضاً وإحباطاً ..
لست أدري - في هذه الجزئية - إن كنت عبرت عما أقصد تحديداً ، لكن نور الأدب حتى يرضيني يجب أن يعود لما أنشأناه من أجله وأوله أن يعود وطناً صغيراً يتسع لجميع الشرفاء..
أن تعود المحبة الصادقة والألفة الأسرية لما كانت عليه ، فأنا لا يرضيني أن أشعر بالغربة هنا ولا يرضيني بالتألي أن يشعر أحد بهذه الغربة..
أن يقدّر الكاتب إبداع غيره ويتفاعل معه ، ألا أضع نصاً متميزاً في الميزان لأحد المبدعين ولا يحفل به ...
ألا يدخل أي أديب وينشر لنفسه ويستمر بهذا النشر دون أن يقف لحظة ليتعرف على أسرة نور الأدب وماذا يكتبون ..
ألا يكون ها هنا أعضاء ومشرفين كالخلايا النائمة إذا انتكس النشاط واحتجنا لفلاحة الأرض وزراعتها ينصرفون وإذا جاء الربيع وحل الصيف وأعطى الموسم ثماراً ناضجة وموسم مثمر يعودون للمشاركة في القطاف والجني فقط ( يحبطني كثيراً من يريد أن يحصد دون أن يزرع ).
الوطن.. البيت.. معنى الأسرة .. الإحساس بالمسؤولية ...
تعرض نور الأدب لانتكاسات كبيرة .. يكفيه أن يكون الشاعر طلعت سقيرق رحل حتى تتزعزع أساساته .. ولو لم يكن ثابت البنيان لانهار وانتهى .. لولا قلة قليلة تعمل بحس المسؤولية الأدبية...
رحيل طلعت كان زلزالاً أصاب نور الأدب وبركاناً انفجر فيه وفاض .. لكن الأرض الصلبة والبنيان الذي زُرع بمحبة وصدق وإخلاص جعله لا يموت رغم كل ما أصابه...
ما أصاب الوطن العربي أصاب الجميع وليس نور الأدب فقط .. جعل الناس أطول صمتاً.. كسر الكثير من الأقلام .. جعل البعض ينصرفون أيضاً لأنهم ظنوا بنور الأدب تبعية لجهة أو أخرى بناء على ما كتبه البعض أو تصدي فئة لفئة أخرى في فترة كنت في أقصى ظروف ضعفي وانهياري وحزني على من رحل، وهذا بالتأكيد أنا ونور الأدب وأعضاء الهيئة الإستشارية لسنا مسؤولين عنه لا من قريب ولا من بعيد وقد تكون مبادئي وقيمي الإنسانية أبعد ما يكون عما كتبه البعض.
نور الأدب بيت أسرة نظيفا فعلاً يستطيع أن يأمن الأبوين على أولادهم والأب على بناته والزوج على زوجته فيه فهو لم يسمح يوماً بالتجاوز مع سيّدة وآنسة ولا بما يعرف بالأدب الإباحي ولا اللغة السوقية ولا حتى السخافات والركاكة الفكرية ، ولا يجد فيه لا السخيف ولا المتشدد المأزوم ولا الملحد ضالته ، كل هؤلاء انضم منهم ولم ينتسبوا بالمعنى الحقيقي ورحلوا حين لم يجدوا أرضاً خصبة لهم..
ههههه
انتبهت الآن أني كنت أرد على مداخلتك فقط ،وإذ بي أكتب وأستفيض
شكراً جزيلاً على كلماتك الرائعة والمعبرة .. أنت عزيز عليّ فعلا " أبو الجوري " عميق تقديري لك وكل عام وأنت والجميع بألف خير