[فهيم رياض]

أعتقدت وأنا لم أبرح بعد هذا العنوان أن الموضوع يتعلق
بهجوم كاسح من السيدة هدى على مملكة الهاشميين على
الأردن- على غرار مملكة االسعوديين على نجد والحجاز
والعلويين على المغرب الأقصى و الجابريين أو بابا جابر
(على قولة صدام حسين ) على الكويت- بأسلحة غير تقليدية
هذه المرة متمثلة في عاصفة هوجاء من الحروف الثلجية
لعلّها تؤتي أكلها وتحقق المرجو منها في هذا البلد الذي
أصبح كالديك الهرم كلّما طهي أكثر كلّما تصلب لحمه فلا سكين
يحزّه ولا ضرس يمضغه؛ وهذه طبعا مناعة قد يمدحني على
الإشارة إليها من يعنيه الأمر هنا أو هناك و هي أيضا -المناعة-
مثار تساؤل عن مصدرها أهي نابعة من ذات البلد أم هي من قوة
أو قوى خارجية ترى مصلحتها في الإبقاء على العائلة المالكة
للأردن والأمر نفسه طبعا ينطبق بقية العائلات المالكة في الوطن
العربي؟
أمّا الأسئلة التي أجزم أن اغلبكم يطرحها فهي لماذا راح بي ذهني
إلى أفتراض هجوم السيدة هدى على الأردن، ولماذا؟ بمعنى ماذا
فعل الأردن بها أو بأهلها أو بشعبها أو حتى بقضيتها، حتى تخيّلتُُ
أنها ستقذفه بما لاقبل له به من أسلحة ؟ بالمختصر المفيد؛ ما
سبب إفتراض هجوم هذه المسكينة على هذا البلد؟ هل بسبب
مثلا أيلول الأسود الذي سال فيه الدم الفلسطيني على أرض الأردن
أنهارا بأمر من الأب؟ أم بما جرى قبله بعربه الأولى عندما أمضى
الجد على كل شيء وقضي الأمر ؟ أم بالنظرية الجديدة التي
أتانا بها الأبطال الأشاوس حين أعتبروا التراجع و تولية الدبر
للعدو في ساحة الوغى إنتصارا كاسحا؟ أم بإعلام غولدا مائير
بما يدبره العرب لإسرائيل سنة 1973؟ أم بما جرى في عربه
الثانية حين استؤجرت الأرض الأردنية لبني صهيون مقابل قريشات ؟
أم بحصر وزير الخارجية الفلسطيني المنتمي لحماس بالمملكة
وعدم السماح له بمغادرتها تحت ذرائع عافها حتى العدو، ولولا
لطف الله ثم تدخل بعض الذين بقي في وجوههم قليل من الماء لسلم
للصهاينة أو لحول إلى غوانتنامو؟
لكن ما لم أحسب له حسابا هو مواجهتكم لي بالسؤال الذي لا إجابة
عليه عندي وهو: إن كان للبرودة على الأبدان تأثير؛ فهل يمكنها أن
تعيد للإنسان ما فقده من نخوة !!!؟...تبا ما أغباني .... المهم يحيا
الشعب الأردني.