رد: ولا عزاء للسيدات .
عدت منذ دقائق من زيارة صديقة. كان ابنها قد دق جرس الباب مع بداية المساء وأخبرني أن والدته لم تنجح في الاتصال بي. لكنها تدعوني لزيارتها فقد توفي والدها منذ بضعة أيام و في بيتها لمّة صديقات.
عندما استقبلتني كان أوّل ما انتبهت له فيها انكسار الإنسان . الموت يكسر الهمّة فنرى ذلك، نرى كيف أن الإنسان محتاج ليستجمع نفسه، ليقف وإن كان في هيأة الواقف.
كم من الأيدي يحتاجها ليقف وكم من الأكتاف ليستند عليها وكم من المحبّة؟ بلا شك الكثير، الكثير الذي يكفي لتذكير الحيّ بأن الموتى الذين أحبّوه يفضلونه واقفا ومستمرا وبخير. بأنهم يستمرون فيه ومعه وبأن دوره لم ينته بعد وقد نجحوا في دورهم وهم يزرعون في قلبه تلك المحبّة التي صنعت الألم بعد الموت.
صديقتي ميساء لك ولصديقتنا هدى أهمس بتلك الشجاعة التي تقدر عليها النساء الأكثر رقّة وأقول أن الأدوار التي لم تنته بعد تستدعيكما واقفتين والمحبة على يمينكما وشمالكما ومن قلبيكما تشرق ، الحياة تناشد أن لانطفئها وترجو تعافينا لنكن متعاونين معها ولنخذل السواد من أجل البسمات الخارجة من أكثر بحار الحنان عمقا والباقية في الذاكرة وسجلات الإحساس والقلب بعد أن غادر أصحابها وأودعونا إيّاها مرتاحين.
أطيب تحياتي وأصدق الود.
|