يوميات مدرس : المقلمة
[align=justify]المقلمة
جلست كعادتي عند كل استراحة وحيدا بالفصل الدراسي أرتشف القهوة مستمتعا بهدوء لا يتخلله سوى صياح الصغار المنبعث من الساحة في الأسفل .
لفتت نظري مقلمة وضعها أحد التلاميذ على مكتبي أثناء الحصة السابقة ، وفتحتها لأتأمل ما تحويه .. كان هناك قلم رصاص مهترئ وأقلام حبر أغلبها مكسرة الأطراف .. ومنجرة وممحاة متآكلة الأطراف أيضا .. ثم قطعة ورق صغيرة غير ذات أهمية لا أدري سر تواجدها هناك .
في لحظة تمثل لي وجه تلميذ صغير ملامحه غير معروفة .. عينان يطبعهما حزن دفين ومعاناة وألم .
كنت قد أخبرت تلامذتي أنني سأراقب كل شيء بصرامة . الزي والمدرسي والأدوات والتمرينات والدفاتر ..
بدأت الحصة وساد الصمت .. وكأني بالصغار متوجسون مما ينتظر البعض من عقوبات صارمة فبادروا إلى وضع أدواتهم على المناضد .. ومر الوقت وهم يرون مدرسهم وقد غفل عن كل ما نبه إليه وحذر منه .. بل الأغرب من ذلك أنني بدوت طيلة الحصة بشوشا غير مبال بالمشاكسات التي صدرت عن بعض المشاغبين والتي كنت غالبا ما أقابلها بحزم . انتهت الحصة ودق الجرس ، وانطلق التلاميذ في موجة فرح عارمة لكن عيونهم كانت تحمل أكثر من تساؤل .[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|