عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 01 / 2015, 50 : 04 PM   رقم المشاركة : [9]
فهيم رياض
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
 





فهيم رياض is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: ورقة نعي السيّدة الفاضلة بهية الرافعي ( الفاتحة عن روحها )

الحمد لله وكفى والصلاة على المصطفى محمد وسلم تسليما كثيرا .
الإنسان لمّا يفقد والدته وهي كبيرة ، يعني أنّ الله قدّر له أن يتغذى
من لبنها ويتدفى في حجرها ويحتمى به وينهل من ينبوعها العذب
الرقراق ما قدّر له أن ينهل من حنان وحب وعطف و دروس مفهومة
واضحة ومستوعبة تنفع حين تغيب كل الدروس الأخرى ويتلقى منها
من الرعاية ما يتلقاه الشبل من أمه اللبوءة في الشدّة والعزم والإقدام
ملبسة بالرأفة والرحمة والعفو حين الإقتدار ....وهّلم جرا .....
هذا الإبن ذو حظ عظيم، وحين تغيب هذه الأم حتى وهو في سن
الشيخوخة يخشى إلى جانب لوعة الفقد و الفراق أن يكون قد قصر في
حق من حقوق هذه الربوة التي يكفيها إن لم تعطه شيئا ياكله ما تتيحه
لبصره من مناظر حسن وبهاء والخشية هذه طبعا لا تتأتى إلاّ لمعتبر
لقدر هذا الضئر الذي و إن نفذ لبنه واصل عطاءاته بما هو اشهى و
أطيب و أعذب. وهي أي الخشية ماهي إلاّ تعبير عن الحب حين يبلغ
أعلى مراتبه .
لكن هناك آخرون وأنا منهم لم يعرفوا من الأم إلاّ جسدا تحت فراش
أو فوقه هو في مسيس الحاجة للرعاية حتى من صبي أو تحت الثرى
يُجاب حين يسأل أحدهم عنها أنها مسافرة ولن تعود، وحين يصطدم
بامر يحتاج فيه إليها ينزوي وحيدا في ركن لعلّ ذهنه الطري يسعفه
أو يد غريبة أو قريبة تمتد إليه لكن غالبا ما يخيب فينكفىء على نفسه
ثم يعيد طرح نفس السؤال: أين أمي ولمـــــــاذا أفتقدتها؟ لكن هــــذه
المـرة: لامجيب .
هوني عليك يا أستاذة وأشكري الله تعالى وأحمديه كثيرا على أنه أعطاك
أمّا هي كالدوحة الوارفة والينبوع المتدفق ربتك وأخوانك وأخواتك وربت
أجيالا مثلك فصاروا أعمدة في الأدب والطب وفي الكثير من فنون الحياة الأخرى
متشبعين بخلق الإسلام الرفيعة والقيم الإنسانية الراقية فرحمها الله رحمة واسعة
وأسكنها فسيح جناته هي وبقية موتاكم وألهم الأحياء منكم جميل الصبر والسلوان .
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .

توقيع فهيم رياض
 إلاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
اللّهم إني عبدك ابن عبدك ابن آمتك ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك ، أسألُك بكل إسم هو لك
سميت به نفسك أو انزلته في كتابك او علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل
القرآن ربيع قلبي و نور صدري و جلاء حزني وذهاب همي .
فهيم رياض غير متصل   رد مع اقتباس