الموضوع
:
أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
عرض مشاركة واحدة
27 / 01 / 2015, 16 : 02 AM
رقم المشاركة : [
11
]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
في البدئ القي التحية عليكم جميعا ولا أقول أكثر من كلمة إني أحبكم وشكرا لكم
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Arouba Shankan
ـ حكايات المُخيم مؤلمة، لكنها تُعلم
علمت ناجي العلي فن رسم المعاناة صورا، وعلمت محمود درويش رسم فن المُعاناة كلمات
ماذا علمت الأُستاذ رأفت العزي
ابن المدينة المنكوبة، ابن فلسطين المُحتلة
؟؟؟؟
تحيتي
أما انت يا عروبة يا سيدتي عروبة .. آه من سؤالك كم هو قاس ومع ذلك أشكرك لأجله
المخيم كان مدرستي الاولى في كل شيء .
في الحي؛ مع ابناء جيلي تعلمت أشياء كثيرة منها رمي الحجارة والسطو على دجاج البساتين!
واكتشفت شجاعتي وأيضا قوتي الجسدية، والأهم (وعذرا منكم اقولها بتواضع) اكتشفت موهبتي القيادية؛
ربما الشجاعة والقوة قد تركا عند أقراني من الأولاد تأثيرا لينصاع معظمهم لأمرتي فيما بعد ولقد كنت
الوحيد على ما أذكر الذي يستلقي تحت القطار حين يمر بالقرب من حيّنا ولم أخشى خطره يوما، وكنت
من القلائل الذين لا يهابون القبض على الأفاعي وممن لا يخشون " الجان " بعد رؤيتي لهم في بيتنا !!
في المدرسة؛ تعلمت القراءة في سن الثامنة وتعلقت بالمطالعة وقرأت بعض قصص الإلياذة وثلاث روايات عربية
( بقيت أتردد على مكتبة المدرسة حتى بعد خروجي منها )
في المدرسة وتعرفت على الميول المختلفة لأساتذتي ولكن لم اكن أدرك ماهية تلك الميول إلا وأنا في
الصف الرابع حيث أغراني أستاذان متنافسان للالتحاق بأحدهما وفعلت ذلك مع كلاهما فتبعت واحدا لأشهر تركته ثم تبعت الثاني!
في المدرسة عرفت ما معنى التمرد والفرار والأقسى عليّ كان السكوت لساعات!
أما في " الديوان " فتعلمت أسلوب القصّ والرقص .. نعم الرقص . لا تستغربوا ، فحين تسمعون " المهباش"
سوف يزول العجب ، وسترقصون كما ترقص اللعب! وفيه أيضا تعلمت الإصغاء والالتزام بالوقت؛ والأهم،
الطاعة والاحترام، وما معنى كلمة الرجال ومعنى " المَوْنَةَ " على الرجال وما معنى احترام الكبير؛ وفي الديوان
تعرفت على عبد الناصر وعلى صوت " أحمد سعيد " وتعلمت ماذا تعني كلمة استعمار .. وكلمة " عروبة "
أما كلمة صهيونية فلم نكن نسمعها .. كنا نقول : كذا فعل اليهود .
أما في بيت أبي وامي فتعلمت ما هي البطولة، الكرم، النجدة، الشهامة، النخوة، التضحية وكان كل بيت من
بيوت المخيم يعرف ماذا يعني كل ذلك ولكن في بيت ابي كان فيه بعض الأسرار عرفت ماذا تعني كلمة فدائيين
وماذا تعني كلمة وشاة وعملاء!
في المخيم عموما تعرفت على العادات والتقاليد الاجتماعية السيء منها والحسن، والبيئات المختلفة التي
جمعت سكان قرى الجليل والساحل والأغوار، الفلاح والبدوي والمديني وتعلمت منهم اللهجات المختلفة
فالقاف مثلا تُلفظ كاف وغاف و g اف ! هذا التنوع قد سكنني وحملته بلا تردد وكنت سعيدا..
في المخيم عرفنا ماذا يعني سلطة قمع وعصا غليظة وكبت للحريات، الأسوأ الذي لا انساه
هو انهم قد جعلونا متسولين نقف طوابير لاستلام حصص تموينية عبارة عن بعض اوقيات
من الرز والعدس والزيت وكومة من الطحين!
في المخيم تعلمت كيف اساعد ابي في سد ثغرات السقف الدالف فوق رؤوسنا كالحنفيات، وتعلمت
كيف أقاوم معه قبل جيوش العدو جيوش الزحف من الحشرات .. !
ماذا أروي لك يا سيدتي ..
وفي المخيم في كل صباح كانت تخرج منه خالتي وعمتي وجارتنا العجوز مع باقي النسوة كطوابير النمل
على رؤوسهن القفف والمعاول لييرجون صاحب بناء أو بستان ليعملن إن قبل منذ طلوع الشمس حتى الغروب
ينقلون الرمل والبحص والتراب على رؤوسهن وكذا طال الأمر على هذا المنوال لسنوات!
هل أروي .. !
ماذا يعني أن أقف حزينا كل صباح أمام باب مدرستي ادعو ربي أن يُرجع ابي
لأرجع إليها ولم يُستجاب لي رغم بكائي والدعوات!
ماذا اروي لك بعد عن المخيم الذي تغيرت وظيفته من محطة انتظار لعبور للوطن ثم صار مستقرا
يستوعب حتى من نعتقد بأنهم صاروا من الجناة.
توقيع
رأفت العزي
"
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع رأفت العزي المفضل
البحث عن كل مشاركات رأفت العزي