[رأفت العزي]

اعود لسؤال الأخ علاء
( لو كنت قائداً لمنظمة التحرير الفلسطينية فما هي رؤيتك للنضال الفلسطيني في ظل الأوضاع الصعبة التي نعيشها وفي ظل التجاذبات والفتن التي تعصف بالعالم العربي؟؟
هل أنت مع النضال السلمي أم العسكري أم كلاهما؟؟ أم ماذا؟؟)

لو يها العزيز ..!
كنت أعمل على مخافة الله في الدماء الزكية التي نزفت عبر عشرات السنين حتى
يمتلك شعبنا العربي الفلسطيني كيانا سياسيا فجعلوه لنا مقتلة وبوابة عبور لتنازلات
كان لها أول وليس لها آخر .. باختصار اخي الحبيب هناك حلّ واحد : المحافظة على ه
ذا الكيان شرط تفعيله كأن تكون حماس والجهاد والتنظيمات التي تؤمن بخط المقومة
وهي تربو على 15 تنظيما في داخل فلسطين وخارجها ونؤسس لمجلس وطني جديد منتخب
ليس فقط من شعبنا في الداخل وإنما معظم أبناء شعبنا في مخيمات اللجوء ومناطق الشتات
يعيد احياء مؤسسات المنظمة وينتخب فعليا قيادة جديدة اول ما تفعله أن تعلن أن فلسطين
كلها تحت الاحتلال وترمي بجميع الاتفاقات في الزبالة وهذا ليس صعبا ولا مستحيل بل سيجعل
العالم كله اوله معظم العرب يعيدون حساباتهم على المتغير الجديد .. أما المقاومة أخي الحبيب
علاء فهي مقاومة والنضال نضال .. ليس هناك مقاومة ونصف مقاومة .. ليس هناك مقاومة
سلمية وأخرى مسلحة يصفونها بالإرهاب ! المقاومة فعل إرادة وليس سمسرات
وليس مقاومة غب الطلب ؛ المقاومة هي مسلك اجتماعي وليس بالضرورة إطلاق الرصاص ..
الحروب قد تستمر لأجيال دون أن يكون هناك بالضرورة قتال ؛ المعارك من عمر الحروب لحظات ..
انظر للمجتمع الإسرائيلي نفسه انه مجتمع حرب يكون الرجل في الستين ويخدم في جيش الاحتلال
المرأة تتقدم الرجل ولو نظرت بعين مختلفة لوجدت هذا المجتمع مجتمع مقاومة تحيط به الدول
العربية والإسلامية وتعاديه بكل معنى الكلمة وهذه الأرض ليست ارضه ولا الهواء هواه ولا
السماء سماءه مع ذلك هو يقاتل ويقف ابناءه على الجبهات اما نحن مع الأسف الشديد افرغوا
ثقافتنا حينما بدأت التنظيمات بفرز الناس هذا فدائي وذاك نصف واآخر ربع فدائي وتقديرا يقوم
على معاش الفرد ! نضحي نستشهد نعم ولكن ثقافة المقامة غابت وحلت مكانها ثقافة التنظيم
وراياته فإن لم تحملها ولو كنت من الفرسان يسقطونك من قاموس الرجال !

سيدي أخي علاء نحتاج الكثير بغض النظر عما قدم الآخرون أو قصروا .. لذا لو تتذكر ما قلته في البداية
" لا يمكن ان تكون لنا قضية بمعزل عن الآخرين والأمر مرهون بالتحولات الكبرى ولو عدت إلى
قضية فلسطين منذ البداية سوف تجدها قد بدأت مع التحولات العالمية الكبرى والغبي الذي قال بالقرار
المستقل كان من حيث لا يدري ينقله من ايد عربية ليضعه بأيد أجنبية ويعفي العرب من أي التزام إن لم أقل أكثر.
تقبل مني هذا النزف من وجع ومعاناة ولست يائسا على أي حال
تحياتي واحترامي ومحبتي