[رأفت العزي]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة البشر كما تبين لي فحياتك لم تكن سهلة ، كافحت وناضلت كثيراً حتى وصلت إلى ما أنت عليه اليوم ، عندما تنظر اليوم إلى الماضي كيف ترى نفسك ؟ هل كافحت بما يكفي أم أنك تعاتب نفسك لأنك قصرت ؟ رواية حياتك منذ ولادتك وحتى الآن ؛ ما عنوانها ؟ ومن هم الأبطال الذين لعبوا دوراً مهماً فيها ؟ قضيتنا الفلسطينية - وللأسف- أصبحت شعاراً يُلوّح به هنا و هناك لأجل المصالح وثوابتنا تم نسيانها وأولها حق العودة ، كيف ترى و يؤثر عليك هذا الأمر كونك فلسطيني يحلم بالعودة ؟ طبعاً لي عودة أستاذي ... بدك تتحملني ;)

ابنتي الغالية فاطمة
أنا لست الوحيد الذي كانت حياته صعبة يا فاطمة ، فخمسينات وستينات القرن الماضي كان
معظم شعبنا العربي الفلسطيني يعيش حياة صعبة نتيجة للجوء وعدم الاستقرار .. في أواخر
الخمسينات لاحت بوادر أمل بعد اليأس بالتحرير .. وتعزز هذا الحلم في بداية الستينات ..
روى لي شخص حيفاوي خرج من فلسطين والتحق بالثورة التقيت به في العام 1969 قال :
" كنا نحن الشباب في حيفا إن تصارعنا في المدارس والجامعات مع الشبان اليهود نقول لهم
سيأتيكم عبدالناصر غدا فيغيب صوابهم ويصرخون رعبا ويرفع بعضهم أياديهم نحو السماء
يدعون على عبد الناصر ويخافون منا وبعد النكسة صاروا يرفعون في وجهنا أصابع يديهم وبالجوز ! "

ولكن الحلم الذي تبدد بعد هزيمة ال 67 عاد واشتعل مع وجود المقاومة وهكذا ..
هذا أوحى لي بعنوان لقصة حياتي سميتها واقع مرير لكن يلفه حلم دائم " واقع يلفه الحلم " .
كتبت منها أجزاء وأجزاء لم انشرها بعد وأشياء لم اكتبها بعد . http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=14789


أما قضيتنا ؛ صدقيني يا ابنتي هي ليست " شعارا يُلوح به " من أي جهة عربية كانت أو
من أي صوت حر في كل العالم على عكس ما أشيع ، وما أشيع يراد منه زيادة إحباطنا
وكفرنا وليدفعونا نحو ظلمات اليأس والقنوط .. ولكن كما يقال : العين بصيرة واليد قصيرة .
لا يوجد عربي ولا مسلم او أي انسان حرّ في هذا العالم إلا ويحلم باليوم الذي يختفي فيه كيان
العدو ولكنها معادلات العالم الظالم ، ممنوع المساس في هذا الكيان ، يهتز العالم كله شرقا وغربا
إن أصاب " إسرائيل " وعكة أو هُدد كيانها بالزوال ، يحاربك كل هذا العالم الظالم إن توحد فصيلان
للمقاومة فما بالك بدول .. ! نتندر أحيانا ونقول لو كنا على قلب رجل واحد لزال هذا الكيان؛ هذا صحيح
.. ولكنهم مراهنون على فرقتنا واختلافنا ومتأكدون من دراستهم لكل تاريخنا : انقسامات حروب
اختلافات دينية مذهبية عرقية حزبية الخ .. فهل صدفة أن يختلف شعبنا وينقسم على نفسه وينحاز
إلى هذا التنظيم او ذاك ونحن افتراضا في معركة تحرير ؟ هل صدفة أن نقاتل بعضنا البعض ونحن
تحت نير ظلم هذا الاحتلال وهل أن شعب فلسطين لا يريد االحرية ؟! هكذا حال كل العرب؛ هم مع
فلسطين وأجزم ، هم مع التحرير وأبصم ، ولكنهم مثل هذا الجزء الصغير من العرب ، الجزء الواقع
مباشرة تحت الاحتلال يكذبون على انفسهم بأن ليس بينهم اختلاف ! لذا ،العالم مطمأن أن هذا الكيان
لا خوف على مصيره على الأقل في المدى القصير؛ أرأيت مكامن بلوتنا !


أنا سعيد جدا بأسئلتك ايتها الغالية ولا أريد لأحد أن يعتقد انه سيحشرني أو يتعبني على الاطلاق
بل أسعى لأسمع ما يعتقد البعض انه محرج أو ينتج عنه خلاف. فقرحتنا انفتحت وكرم ضيافتنا
مستمر فأهلا وسهلا وسوف أعود إلى أسئلتك المهمة جدا
شكرا اليك يا فاطمة الف شكر والتحية المحبة الاحترام والتقدير لشخصك الكريم