[رأفت العزي]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة البشر أ. رأفت العزي ؛ أيلول الأسود ؛ فترة من تاريخ المنظمات الفلسطينية تستثيرني وتستهويني بشدة ، ولا أخفيك سراً أنها تروقني جداً . كيف كان وقع أحداث أيلول الأسود بالنسبة إليكم كفلسطينيين يعيشون في المخيمات ؟ و هل كنتم تنتظرون أملاً أو شيئاً ذي منفعة من هذه الأحداث ؟ وكيف تم استقبال الفصائل الفلسطينية بعد طردها من الأردن إلى لبنان ؟ المخيمات الفلسطينية في لبنان ؛ واقع مأساوي يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية . والحكومة اللبنانية -وبدون تعمّق بالموضوع- تضيق الخناق على الفلسطينيين في المخيمات ولا تقدم المساعدة اللازمة لهم . ماهي رؤيتك لهذه الحقيقة ؟ وهل هناك تحرّكات مشرّفة من الحكومة لتحسين هذه المخيمات في هذه الآونة ؟ ولي عودة ....

مات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بعد قمة القاهرة ومصالحة الراحلين عرفات وحسين وشعرت "القواعد " أنها يُتمت ، فعبد الناصر الرمز العربي مات وأن مؤامرة حيكت في تلك القمة بين النظام في عمان وقيادة المنظمة فخرجنا من عمان بإذلال تنفيذا للاتفاق إلى منطقتي أحراش عجلون وجرش وكان شعورنا السائد آنذاك أن عمان كانت بمثابة " هانوي " العرب ؛ وأن النظام الذي اقتلعنا باتفاق من المدن لا بد وان يقتلعنا بالنار في المناطق المكشوفة خصوصا حينما نعلم أن تموضع المنظمات في العراء كان يعني فقدان الحاضن الشعبي واشياء كثيرة توفرها المدن فخرجنا أيضا في توقيت واحد مع خروج وانسحاب القوات السورية التي دخلت الحرب إلى جانب المنظمة ضد نظام الأردن وكانت تلك القوات قد اجتاحت شمال الأردن ووصلت بالقرب من مشارف مدينة الزرقاء دبابة اردنية أحرقت أخرى سورية وبالعكس وطائرة سورية اشتبكت مع اردنية وبالفعل لم يدعنا النظام في تلك المنطقة حسب الاتفاق فاجتاحتنا قواته العسكرية وخرج معظمنا إلى جنوب سوريا المنطقة الآمنة المحمية من جيشها المرتبك ! فصواريخ الكاتيوشا تخرج بالقرب من مواقعه من مختلف التنظيمات ليس باتجاه العدو إنما نحو المواقع الأردنية وعمّت الفوضى على طول الحدود وكأن الأردن وسوريا في حرب غير معلنة يتبادلان القصف المدفعي والصاروخي ( ويا فضيحة العرب إسرائيل كانت تتفرج )
( أنا لي وجهة نظر مختلفة ولكني وعدت ) ولكن لا أخفيك يا سيدتي أن العدو كان يحبذ استيلاء المنظمة على شرق الأردن ويدفع باتجاه أن يكون الوطن البديل فالأغلبية من سكانه من الفلسطينيون عدا الذي ذهبوا من سوريا والعراق ولبنان والتحقوا بالثورة ولكننا الآن خسرناها ! فكانت المرارة أقسى من خروج المنظمة وفصائلها من بيروت بعد سنوات قليلة؛
الحدث الذي غير كل هذا الخراب هو ما حدث في سوريا من تطور حينما قام نصف القيادة في سوريا بالانقلاب على النصف الآخر تحت تسمية " الحركة التصحيحية " بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد والذي وضعت حدا للتنظيمات وقنن وجودها وقلص من حركتها الأمر الذي صار يدفعها لنقل مقاتلي وبقيت كما كانت ولسنوات قادمة .
لبنان والوجود الفلسطيني المدني والمسلح تجدينه في هذا الملف أو معظم التفاصيل http://www.nooreladab.com/vb/showthr...t=17456&page=2.



واليك جزء من حديث ادلى به الراحل عرفات لصحيفة الأهرام في دمشق بتاريخ 31/7/1971



((س- أليس من المحتمل أن يكون أبو علي إياد قد سقط بين أيديهم؟
ج- أظن انك لا تعرف أبو علي إياد جيدا إن قتاله في الأحراش أصبح أسطورة يرددها الآن المقاتلون لقد رصدت حكومة عمان آلاف الدنانير لمن يعتقله أو يأتي برأسه إنني اعرف أبو علي جيدا انه لن يقع أبدا في أيديهم وإذا كان قد مات فقد نال الشهادة التي نتمناها جميعا ولكن يا للخسارة انه لم يمت فوق تراب فلسطين ولم يستشهد برصاص العدو ولكنه مات فوق ارض الأردن ومات برصاص العملاء العرب .
س- ولكن كيف حدثت كل هذه المجازر وانتم كنتم تتوقعون حدوثها كيف أمكن للجيش الأردني أن يخترق مواقعكم الحصينة؟
ج- لن أقص عليك التفاصيل الكاملة فالعالم العربي يعرفها تماما لقد كنت معي قبل شهر واحد في كل هذه المواقع زرتنا في الأحراش في جرش ودبين وعجلون حقيقة إنها مناطق جيدة تماما للعمل الفدائي ولكن كنا في الأحراش وكل قوتنا لا تتجاوز 3500 مقاتل خطوط الإمدادات ومصادر المياه موجودة ولكن ماذا حدث؟
لقد حشدوا لنا أكثر من 30 ألف جندي أردني بطائراتهم ومدفعيتهم الثقيلة احكموا الحصار على الرجال بعد أن قطعت عنهم مصادر المياه كانت كربلاء القرن العشرين بعض الفدائيين مات من العطش بعضهم مات بتأثير جراحه والآخرون فضلوا الموت على أن يقعوا في أيدي الجلادين.
لقد ضربت القواعد الفدائية بالقنابل الفسفورية والنابالم الحرائق الكثيرة والدخان الذي غطى وشمل المنطقة كلها كاد أن يخنق الفدائيين خرجوا من قواعدهم فحصدتهم المدفعية الثقيلة.
س- ما هو المخطط الذي وضعته السلطات الأردنية لمواجهة الرجال المتمركزين في الأحراش؟
ج- أقول أن جنرالا في الجيش الباكستاني قد خطط واشرف على كل عمليات الإبادة.
شيء آخر لا اعرفه وهو من أين أتى الأردن بكل هذه الطائرات الهليكوبتر الكبيرة التي استعملوها في القتال؟
كانت طائراتهم تهبط خلف المواقع وتنزل الجنود سلاح طيرانهم الذي لم يخرج بطلقة واحدة منذ حزيران يونيو 1967 كان يقصف المنطقة قصفا مركزا وشديدا وهو مطمئن تماما لا توجد لدينا مدافع للطائرات فكانت طائراتهم تسرح في جو المنطقة كما تريد.
شيء آخر يدعو للتساؤل : فالطيران الأردني بحكم أن قواعدنا تكاد أن تلامس المواقع الإسرائيلية كان في طلعاته لا بد أن يخترق المجال الجوي الإسرائيلي ولم نر قذيفة إسرائيلية واحدة تتصدى للطيران العربي الأردني الذي يفترض فيه انه طيران معاد لإسرائيل.
أكثر من ذلك مع بداية عمليات التصفية التقط رجالنا في مواقعهم إشارات وأحاديث من جنود إسرائيل موجهة لرجالنا قالوا ها قد أتى الطيران الأردني لضربكم فماذا تفعلون الآن أيها المخربون ؟ سنترككم لهم يقصفونكم تماما.
))