إلى الإنسان بمناسبة عيد الحب الآتي --نصيرة تختوخ --
قريبًا لن يتبدّد الحزن، لن يتغيّر كلّ شيء من النّقيض إلى النّقيض، لن يتحوّل السيّء إلى الأمثل.
قريبًا يظلّ الأمر على ماهو عليه لولا التدخل.
كلّ هؤلاء الباعثين على البرد دون أن يحسّوا وهؤلاء العائدين يتامى إلى ذواتهم في هواء باردٍ ومعقّم ضد حنوّ يدٍ يشهرون إخفاق الإنسان ويكشفون مساحات الجليد وجدران الزجاج التي يهديها.
يدي الدّافئة، يَدُكَ ، يَدُكِ ، تلك الحرارة المنصهرة من الحياة إلى الجسد من الجسد إلى مشروع الجثّة التي تتخشّب قليلا قليلاً أو طويلاً وكأنّ طويلاً دُفعة واحدة إن لم نسعفها، ما بنا نُلْبِسها اللامبالاة والحذر ونزيد البرد في شتاء الأرواح؟
لو نُشهر الحبّ، نُطِلُّ متعمدّين الأثر نكون الشمس نمسح احتلال اللّيل للمسافة بيننا والآخر.
نقول للإنسان بالتصرف :'' أحبّك ولم أوجد لأكره أو أنْفِي أو أتجاهل وجودك.
أحبُّك وأنت مُجْتَمَعُ أعضاءٍ ونظامٌ معقّد وأنت لوحدك كونٌ وأَنْتَ أنْتَ لم تجئ إلاّ لضمّك للمشهد بإيجابية التقبل والمؤازرة.
أحبك ولست القويّ ولا الضّعيف، ليس الضّعيف ضعيفًا ولا القويّ أقوى من ضعيفٍ لأنّه يقدر أكثر منه على أمور تبدو في تقييمٍ ما مهمة.
ليس الضّعيف والقويّ إلاّ متكئين على بعضهما، مقتاتين على القوّة مِنَ المنح والقبول بالعطاء، من معًا لكَ ولي، معًا لي ولك، معًا معًا.
معًا لأنه اختيار حيٌّ لاواجبٌ مفروض.
معًا دون خوف، دون رهاب من المحاكمة أو العقاب.
معًا لأنّها الطّبيعة من حولنا وفينا، في ظاهر قسوتها و طيب غدقها تنطلقُ الكائنات.
أُحِبُّكَ ولاحاجة لي أن أعرفك بتفاصيلك كما تقرأها الحوّاس أوبتلك السرية التي تخصك وحدك؛ كي لا أتخلّى عنّي و عَنْكَ عن ''معًا'' أحبّك وكي ينبعث ما يجعل لون الحياة يمتصّ الشّحوب والبرد من اليتم أُحبّك أيضًا.''
معطائين في إشراقتنا، في التّصرف الجميل نسير ونُبَلْسِم. يكفينا الاشتراك في الشبه، في وقوعنا في شباك الحياة ، كل واحد على طريقته، بإضافته الفريدة، أمامه طريق الحبّ. لن يترك بساتين الوجود محايدة كلما تقدّم فيه. مُسالما يمشي وتغنمه فصول دافئة , تلقائيا يقتحم نهاره فضولُ وردة مستعدّة لنظرة على القلب.
Nassira
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|