رد: رسالة إلى صديقة
عزيزتي ميساء؛
مساء دافئ لكِ ولي ولهذه الرسالة التي لازلت لاأعرف كيف ستكبر .
تولد لتسأل عنكِ ربّما أو لتقيس المسافة بيننا أو بيننا والأمس لكنني في كل الحالات أُشَجِّعُها ولاأمنعها.
لم أحبَّ يوما القمع ولن أحبّه.
أساعد مايطلع من كلام ليأخذ مكانه في السطور وأقول لك:'' عزيزتي، كم كان الرِّفق حاضرًا في ثنائياتنا ''.
عدت لرسائلنا فشعرت بتلك الرِّقة التي كانت تلفنا فنحافظ عليها حتى آخر كلمة وكأنَّنا نخاف أن نخرج بعدها للعراء. ابتعدنا وتاهت أيدينا وكأنَّها تخلّفت في الصحراء عن القافلة، فلاهي حملت في كفوفها ماءً ولا هي أشارت إلى نجمة تدل على نقطة اللقاء. أين نحن؟ هل استسلمنا لتكوّر الأيام وكنا نملأها حضورا، نسجل فيها أنّنا نحيا بكل تقلباتنا التي ترفض الاستسلام لإيقاع لا نشارك فيه؟
لسنا غريبتين لكننا طوينا الأجنحة وماعدنا نطير لنلتقي، صرنا نمشي بخجل وأحيانا نتعثر، نعود للوراء ولاتدرك الواحدة منَّا الأخرى وكأنّنا نوفر الطاقة بخيلتين، مع أن البخل آخر صفة قد تناسبنا.
يَدُكِ الحبيبة أُلَوِّحُ لَهَا وماعندي من شكّ أنّها ستجيبُ إشارتي. تفهم أن فتوحات حبٍّ جديدة في انتظارنا وبفروسيتها تلحقني لتكتب بوحا، كأنّنا من قرنٍ آخر خرجنا أو من جراب أنبل كيوبيد بذرتين سقطنا فنمونا قلبين يعلمان الرّفق والعناية ويواسيان الصداقة وعندما تكاد تنهزم ، تقوم وتبتسم ، تقرر أن تبقى وتكون.
ميساء، ربما هي حاجة مُلِّحَة أن نكون وأنّ كلّ ما قلته لانتصارٍ على نفينا خارج كلام بين امرأتين قادرتين على الصداقة.
لن أطيل ولتكن دعوة مفتوحة لكي نكون ولاننهزم.
دمت،
نصيرة
|