08 / 02 / 2015, 31 : 01 AM
|
رقم المشاركة : [111]
|
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
|
رد: أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب احمد الغول |
 |
|
|
|
|
|
|
كم أنا سعيد بكم أحبتي , وكم أنا أشكر الضيف الغالي رأفت على صبره ومثابرته وطول نفسه على الردود , وكأني أحوم في بحر فلم أجد لي مكاناً أستقر به أو أسأل عنه , لقد تناولتم القصة كلها وما فيها , فماذا أبقيتم لي من أسئله ؟ فهل يعني ذلك أن أترك صفحتي هذه ولو بسؤال خفيف الظل , وبخاصة أن الأستاذ الضيف رأفت , هو ابن بلدي وحبيبي في الغربة والنكبة والعذاب والسهر الطويل , ,
هل تسمح لي بهذا السؤال ؟
لقد مضى على نكبتنا ما يربو على ست وستين سنة تقريباً , ونحن نلوم الرؤساء والحكام , فماذا بمقدور الحكام عمله ؟ وهل لو اخترنا من البشر ما يليق بالحكم , على أن يكون حازماً ومتشدداً برأيه , ومتمسكاً بحق العودة والجهاد والنضال لاسترجاع وطننا السليب بالقوة كما أخذوه بالقوة فهل يستمر هذا الحاكم الجديد في عمله هو وشعبه بأمان دون عواصف ورياح وأمطار , بل دون صواعق تصعق الديار كلها ؟
شكراً لك مع أغلى التحايا .
|
|
 |
|
 |
|
آه أيها الغالي تذكرني بالحكاية وانت تعرفها ربي يسعد كل أوقاتك
استاذي الحبيب
قالوا : لنخرج ولعدة ايام فقط ثم نعود بعد ان تكون الجيوش العربية قد حررت البلد
فقط خمسة عشر يوما ) هكذا كانوا يأملون !
وامتد الزمن ... وما زالت الناس ... كثير من الناس تسأل ... اين الجيوش العربية ؟!
يحلو لنا ومنذ عشرات السنين ان نقول: " فلسطين بيعت لليهود " و " الملوك والرؤساء خانوا وباعوا "!
وأيضا كرّسنا مقولة أن " سبعة جيوش عربية خاضت الحرب ضد عصابات صهيونية "
ولكن .. هل توقف احد ليسأل ضميره الحيّ وبعقل مفكر سؤالان منطقيان:
إن اشتعلت النار في بيت شخص وطلب أخيه الإخلاء فهل يرحل ؟!
أنا كنت أتفهم والدتي حينما كانت رحمها الله تقول ذلك، ولكنني كنت أمقت أبي حينما كنت رحمه الله اسمع
منه هذا الكلام ! كنت أقول له مهما حدث يا والدي كان عليكم أن تصمدوا لا أن تقول كما يقال أنهم
قالوا لنا 15 عشر يوما ! ( ربما كنت أظلم ابي وجيله حكمت بمنطق زمني على زمنهم )
والسؤال الثاني يتعلق بجيوش العرب السبعة هل حقا كانوا جيوش ؟
كل طرف من الأطراف العربية برر لنفسه ، رمي المسؤولية على غيره من الأطراف !
الجميع يعتقد ان الآخر هو السبب !
يحلوا لنا جلد الذات ؛ نحن نتلذذ بذكر ذلك أصلا ؛
والعدو ... برمج عقولنا على هدم ذاتنا
ليقتل اي امل لنا في المستقبل ، ليزيد من يأسنا
حتى وصل الأمر بنا إلى قول : " لا رجاء من كل العرب ..!"
ولا عجب حينما ترى جزء كبير منا من يعلن عن عدم انتماءه للعرب، حتى اصبحت تلك الهوية مثار خلاف بيننا.
أصبح الانتماء للعروبة في نظر الكثيرين عيبة!
استبدلنا الهوية بهويات مختلفة ، وضاع مفاهيم البعض في تعريفه للهوية
وخلطوا ما بين انتماءهم لقومية واعتناقهم لدين!
النتيجة هي ما وصلنا الية : " كل العرب خونة " إذن ؟
"فالتصالح مع العدو لأن لا امل ولا رجاء في أمة خائنة" !
أنت تعرف أيها العزيز أن كيان العدو إذاعاته المسموعة " جيد جدا " في الوطن العربي منذ
أول الخمسينات كانت تبث يوميا مصطلح سياسي وتكرر عرضه بصيغ مختلفة يوميا ، ثم
تبث تعليقات على " تعليقات " اذاعاتنا العربية "السياسية " ويوميا ، وتبث مقاطع من
بعض خطب زعماءنا ، المتضمنة " المديح " الأخوي لبعضهم البعض ... ونحن بدورنا نحفظ ونردد
( مزامير التخوين والتشنيع وتلك الجمل المبتذلة )
فكم جيل ولد أيها العزيز في هذا المناخ
الممتلئ بالأكاذيب التي كنا ومع الأسف في الغالب كنا نصدقها !
خذ مثلا حينما قالوا : سبعة جيوش عربية هُزمت في حرب 1948 ..
صدقنا انها سبعة جيوش ولغاية هذا اليوم ، فمن يوضح أن موج من الأكاذيب يُسيرنا ؟!
تحملني قليلا أيها العزيز لنوضح للأخوة القراء ما تعرفه أنت أيضا ولنوضح أن جيش مصر في
ذلك التاريخ كان تحت احتلال الجيوش البريطانية مع ذلك ، أرسلت مصر 2500 جندي الى المعركة
بأسلحة من المخازن البريطانية ! ولن اعلق .
العراق : ارسل 1750 جندي .. وحكومته ايضا تخضع للتاج البريطاني ويحكم العراق بيت هاشمي
سوريا: 1500 جندي ... لم يمر على استقلالها اكثر من سنتين .
لبنان الحبيب 250 جندي .. ( تلك هي امكانياته في ذلك الزمن ،
المملكة العربية السعودية 400 جندي
وكان أكبر الجيوش هو الجيش الأردني
7500 جندي ، وكان من اقوى الجيوش العربية وبقيادة " أبو حنيك" وما أدراك بكلوب باشا !
تدريبا وتسليحا ( لمستلزمات الأمارة الكبرى )
وهذا الجيش كان في ذلك الزمن بإدارة بريطانية إدارة وقيادة
إضافة إلى بعض العصابات الفلسطينية المتناثرة والمتناحرة في طول البلاد وعرضها لا يتعدى
عديدها بضعة آلاف تفتقر معظمها إلى التسليح والتدريب.
والمجموع النهائي لجميع الجيوش والمقاتلين كان لا يتعدى الخمسة عشر الف فرد
فماذا كان على الجانب الآخر ؟
بحسب احصائية اسرائيلية رسمية :
مجموع ما نطلق عليهم " عصابات " كان عددهم 90الف مقاتل .. مدربين، منظمين.
انضوا تحت لواء قيادة واحدة تحت اسم " تساهال " اي الجيش الإسرائيلي
اضافة الى اللواء " اليهودي " الذي تشكل في الحرب العالمية الثانية في أوروبا،
ومع انتهاءها ارسل الى فلسطين بكل اسلحته المتطورة وخبراته القتالية في الحرب
العالمية، وكان تعداده 35 الف عسكري نظامي ...
فهل كان ميزان القوى لصالح العرب في جميع الأحوال ؟!
هذا، مع كل التأييد والتعاطف العالمي، السياسي، والمادي، والمعنوي، من شرق ومن غرب، لدعم مشروع وجود مشروع قيام الكيان الاسرائيلي ..
والتاريخ لم يسجل ، ان كل القوى الجبارة في العالم اتفقت يوما ، مثلما اتفقت على خلق ودعم هذا الكيان ...
فليس غريبا ان نُهزم ... وليس غريبا ان ينتصر العدو ... لكن الغريب هو،
ان نخفي هذه الحقائق عن الناس .. ونلطم ونقول ( كل العرب خونة ، وقد باعوا فلسطين ... وأن الفلسطينيين باعوا وطنهم ولم يقاتلوا !
والعدو يدعم هذا الرأي وبشدة !!
اعتقد أيها الأخ الحبيب أننا بحاجة إلى قراءة جديدة لكل التاريخ بل إعادة تحقيق لكل تاريخنا بما فيها التاريخ الحضاري والحديث.
أعتقد أن التقدم هو تقدم أفقي على جميع المستويات في هذا الصراع سيدي الفاضل ، فلو قام خالد من قبره
اليوم لأفسد وضعنا كل تاريخه ، فالمسألة لا تتعلق بحاكم مهما صدقت نواياه ومهما كانت قوة عزيمته وصفاء نيته
حينما يتقدم المجتمع ويعي ، يفرض وبدون قوة إلا قوة القانون ، احتياجاته وتطلعاته على مسار أي حكم وأي رئيس
بحسب رؤيتك ايها العزيز، ما هو الزمن الذي نحتاجه لترى انساننا يضع في كل زاوية من زوايا حياته كتاب ؟
حتى ذلك الحين سأبقى أقرأ شعرك وعليك ألا تتوقف .
تحياتي احترامي لك وتقديري وشكري
|
|
|
|