[رأفت العزي]

مسكينة المرأة في مجتمعنا " الفاضل " في طاعتها للرجل كما تصورها لنا الشاشة الصغيرة
نقلا عن مجمل الواقع فهي مهيضة الجناح مكسورة الخاطر وملتزمة دائما بقول
" حاضر ابن عمي انت تاج راسي"!
وهو – أي الرجل – كما يُشاع " بعقل كامل " ويتصرف على هذا البناء على اعتبار
أنهن " ناقصات عقل ودين "بحسب الفهم المبتور !!
وعلى هذا، فإن ما يقوله الرجل – في الغالب -يندرج تحت عنوان الميزات
التي تؤهله النظر إلى الأمور دائما "بحكمة وتعقل " !
:
حين تخرج البنت من بيت أبيها إلى بيت زوجها تكون محملة بأطنان
النصائح التي تحثها على فهم شريكها وطاعته وإسعاده والحفاظ على بيتها نظيفا،
ونفسها عفيفة.. والكثير الكثير من النصائح إن وضعناها بميزان المنطق تكون
النتيجة وفي – الغالب - أيضا أقرب ما تكون إلى الرِق والاستعباد !
وفي معظم مجتمعاتنا العربية يحث أهل " الذَّكَرْ" ابنهم - من باب النصائح -
على أن يكون رجلا ! كما لو ان المناسبة تلك ( زواجه ) قد أذنت لئن يكون
ساعتها " رجلا " وبتصرف مع شريكته بمفهوم الرجولة كما عُلّمها ..
وثمة شيء يُخبرنا بأنه كان قبلا غير موثوق لديهم حتى يثبت العكس !!
يقولون :
" يجب " أن يكون مع زوجته من أول الطريق : حازما، جادّا، صاحب الكلمة الفصل
والعليا وأن يكون دائما " من فوق " ! (لا تذهبوا بعيدا) فهي أول ما وصاني بها والدي رحمه الله
أتذكر أن قال لي: " خَلِكْ من فوق دائما يا بوي ولا تركبها على ظهرك " !
فذهبت بفكري بعيدا عما كان يقصد! لكنه سرعان ما أعاد لنفسي - الأمارة بالسوء - صوابها "فشلع "
أذني عن مكانها وأوضح لي ما وجب عليه ايضاحه!
:
عندما يواجه الزوجان أول المشاكل في شراكتهما يستحضر الرجل وصية
من أهم الوصايا التي حفظها على الأرجح من والدته ؛ وبخبث يقول لها :
" اسمعي يا بنت الناس خلي مشاكلنا جوات دارنا، لا بوك ولا امك، ولا امي ولا بوي
نخليهم يعرفوا شيء عنها، إحنا نحلها مع فيما بيننا فدعينا لا نُقحم الآخرين بمشاكلنا"
وطبعا بما يرضيه ويتناسب مع رجولته وفوقتيه واستغلاله للصمت الذي سوف تلتزمه
تلك المسكينة ظنا منها أن ذلك " أستر " وأنجع !
:
سؤال أطرحه للنقاش من بعد اذن حضراتكم:
هل باستطاعة الشريكان حلّ مشاكلهما بعيدا عن الآخرين
أم انهما يحتاجان إلى مساعدة خارجية ؟!
وتقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير