[رأفت العزي]

سيدتي الأديبة الأستاذة الغالية هدى نور الدين الخطيب
أدعو لربي تبارك وتعالى أن يجعل أوقاتك أوقات خير وسعادة

سيدتي

خطر لي البدئ بجملة تفيد أننا جميعا " حزانا " وتوقفت لأستوضح
هل أن كلمة حزانى بالألف الواقفة أو المبطوحة ؟ فغيرت الجملة !
ثم خطر لي سؤال : هل يصح فينا نحن كبار السن مثلي قول " يتيم " ؟!

بينما كانت والدتي رحمها الله في الرمق الأخير كنت في غرفتها مقفلا
عليّ وعليها الباب هربا من المولولين فاندسيت بجانبها ثم وضعت رأسها
على زندي وحضنتها برفق وأخذت اوشوشها ومما قلت " الحمد لله يا أمي
كنت امرأة صالحة ، ربيتنا ، تعبت كثيرا وتحملت الكثير لكن الله كان كريما
معك بلغت التسعين ولم يشكو جسدك من سقم أو مرض باستثناء حبة دواء
واحدة ، الحمد لله يا امي لقد كان الله كريما معك ولدت فوق العشرة خمسة
ولديك الان أكثر من سبعين من الأحفاد وجميعهم يحبونك ويتسابقون لخدمتك
شقيت ، تعبت ، صبرت ، لكن الله أيضا أحبك .. شهقت شهقة خفيفة وأسلمت الروح
فقمت - وأقسم بالله - رتبت هندامها ضببت شعرها ووضعت المنديل على رأسها ث
م مسحت عينيها الدامعتان ووضعت عطرا على خديها ويديها وفتحت باب الغرفة وقلت
وانا متماسك : لا أريد صوتا مرتفعا من أحد !

منذ تلك اللحظة شعرت باليتم وذكرى والدتي خيالها ما زال حاضرا لم يغب
عني يوما واحدا مع ذلك في تلك الليلة أشعلت التلفاز للأولاد ، زكان جار لي قد دعاني
إلى قراءة فاتحة ابنته فحضرت وحين علم صرخ وقال كيف لم تخبرني لأقوم بإلغاء
الخطبة فقلت يا أبو أحمد : إن موت أمي هو حق فبكيتها
أما خطبة ابنتك فواجب عليّ يجب أن أتمامة فبكى الرجل في خطبة ابنته !

.. وأنت يا سيدتي وتاج راسي ابنة مدينتين تميزان ما بين الحق والواجب
رحم الله والدتك وأعانك ربي على جهاد الحياة .

ما تفضلت به الأستاذة فاطمة البشر صحيح إن ما يواجهك من عمل لا يستطيع فرد القيام به
هذا من جهة أما أن تقومي بكل هذه الأعباء فهو يخفف عنك الأعباء النفسية من جهة أخرى
ابدأي من حيث تأخذك نفسك اليه ولا تجبريها على شيء قد يبدو ملحا لئلا تستنفذ طاقتك
ولا تقومين بعمل شيء لا سمح الله
اتمنى لك دوام العافية ووافر الصحة وهداوة البال