لَــها.. وعليــها/ رجاء بنحيدا
.... لها رائحة مقززة، تصل إلى أبعد مدى ،رغم العطور المزيفة والمغطاة برائحة الود والحب والاهتمام الزائد.
كانت تعلم ذلك !! لكنها كانت ترفضه بشدة، كانت ترفض مجرد التفكير في الأمر ، وكانت تحاول جهد المستطاع أن تُبعد هذه الرائحة التي غطت أجواء بيتها ، وفاحت في كل ركن فيه ، إلى حد الاختناق !!
ما الذي يجعله يُقدم على ذلك؟! أأنا المذنبة .. ؟! أسئلة تتهاوى عليها حين تحدّقُ فيه ، وهونائم مغطى بلحاف، ظاهره ألوان مُشرقة ، وباطنه .. سوادٌ أعظم كلون قلبها ..
تريد التسلل إليه ، ،وبهدوء ربما تجد ما ينفي كل هذه الهواجس المؤرقة التي بدأت تستنفذ طاقتها يوما بعد يوم ، وتأخذ جل تفكيرها.
ولكن كيف تتأكد من الأمر ، وهو يظهر لها .. أنها أجمل نساء الكون ،وأنها تتميز عنهن .. بطيبة قلبها.. وربما بشدة غبائها .. !!
كانت تسعى جاهدة وراء الحقيقة ، وهي متوجسة خائفة .. منها ! خائفة من شعورها .. من هواجسها .. ومن يقينها، الذي جعلها مجنونة بتصرفاتها المتناقضة والغريبة .. فمرة تبدو فتاة في مقتبل العمر .. ومرة شعثاء وقد ركبها جِنُّ الهواجس فسكنها وسكنته ..!