إن المستوى الإبداعي الأدبي هو مستوى لغوي عالي يتجاوز الوظيفي المعياري إلى مستوى المتعة الجمالية .. مع اللغة العميقة التي تملك قدرة التعبير ، وتملك قدرة الإيحاء ، والارتقاء إلى المستويات اللغوية والجمالية والأسلوبية .. العليا .
لكن للأسف الشديد ، بدأنا نسجل أن مجرد القدرة على التعبير ، أصبحت توحي للبعض أنها كافية للارتقاء إلى رتبة أديب والتصنيف ضمن خانة الأدباء ، دون احترام المقاييس المحددة لكل جنس ،ودون مراعاة للأساليب البلاغية الفصيحة والصور البيانية ، والقواعد النحوية الصرفية التركيبية ، بل دون التمكن من علوم اللغة وآلاتها ...
ولكن للحفاظ على الهوية الأدبية والارتقاء بها يجب أولا تطوير الملكات والتمكن من الآليات
وصقل الموهبة ، التي تعد أساس الأديب والكتابة الإبداعية ، فإن توفرت توفر الإبداع ، وقل ّ الادعاء والتطفل ..
الكتابة الإبداعية الأدبية شجرة وارفة الظلال ، كثيرة متنوعة الثمار ، تمتد جذورها من العمق ، وفي تربة ثابتة لا تتعرض للتعرية ولا تبالي بتغير الفصول والمناسبات .. بل تزداد قوة ثباتا ونموا ..وتزداد عطاء وامتدادا ..إذ يمكن أن تتجاوز حدود القدرة إلى مستوى أعلى ..وأعلى
الأديب هو الذي يجيد قراءة إبداع غيره ، وبموضوعية وأدبية عالية ..
الأديب هو الذي يجود بكلماته ولا يبخل بأحاسيسه ، يمنح ولا يأخذ ..
الأديب هو الذي يمتلك ناصية الإبداع... ويبهر بإنتاجه وإبداعه ..
الأديب هو الذي لا يصعر خده .. لما يكتبه الآخرون هو متفاعل .. بإيجابية ومنفعل بأدبية غيره ..