تحية نقدية شعرية جمالية لكل متذوق للجمال الشعري..
تحية لكل طير محلّق في سماء الإبداع يحط ها هنا ليغرف من ينابيع الجمال جمال.. يقرأ ويحلل وينزل إلى ورشة النقد حاملاً ريشة رسام يفرح بغمس ريشته بالألوان كما يفرح الطفل ببالوناته الملونة.. من لا يقرأ ولا يتذوق جمال الأدب يخشى البلل ولا يجيد الإبحار ولم يسعفه الحرف يوماً بتسلق قوس قزح..
هو الأدب وهو الفن والسحر والجمال يحتاج من يقرأ ويتعمق..
كما بدأ شاعرنا الحاضر الغائب وكما أكملنا .. ليس مهماً أن تكون ناقداً محترفاً فن النقد .. المهم أن تكون متذوقاً لجمال الكلمة لكي تحط الرحال ها هنا في هذا المرفأ وتأخذ لك قارباً وتبدأ التجديف على أمواج أنغام هذه القصيدة..
في آخر عيد ميلاد له عام 2011 وقبل أن يودعنا ويحلق مبتعداً على جناح الطائر الكوني الشفاف، كتب لنا القصيدة ونشرها هدية وذكرى نستحضرها في 18 آذار/ مارس من كل عام:
(( هو عيد ميلادي فشكراً ))
اقرأ معنا القصيدة وأبحر على متنها وأخبرنا ، فكل إنسان يقرأ بطريقة مختلفة عن الآخر أحياناً ويكتشف ما قد لا ينتبه له سواه.. ولعلك تجد في دراستها ما نبحث عنه ..
سأقرأ وستقرأ .. ستكتب وسأكتب..
بانتظاركم..
(( هو عيد ميلادي فشكراً ))
قالتْ لأنـّكَ زهرةُ الأحلام ِ أجملُ أغنياتي
ألفُ عيدْ
قالتْ لأنكَ يا حبيبي كنتَ أيامي
الجميلةَ كلـّها وجعلتني امرأةً
تحسّ بأنها أحلى النساءِ
فعيدُ ميلاد سعيدْ
يا سيـّد الشعراءِ عيدكَ فرحةُ الدنيا
فخذني كيفَ شئتَ وكنْ حبيبي
يا حبيبي
عيد ميلاد ٍ سعيدْ
عيد لأنـّك يا حبيبي ما أريدُ وما تريدْ
يا أجملَ الأعياد عيدك يا حبيبي
عيدُ ميلادٍ سعيدْ
قالتْ فأزهر في دمي
تفاحُ أغنية الصباح ِ
فقلتُ شكرا عيدُ ميلادي
وينفتحُ النشيد على النشيدْ
شكرا لأنّ الأرضَ ميلادٌ جديدْ
شكرا لأن الوردَ في عرس الوريدْ
شكرا لأنّ جميعَ أنهار الوجودِ
تفجرتْ وأتتْ تزغردُ حلمها
في أجمل الألحان في عيد وعيدْ
شكرا فمصرُ الآن ميلادٌ سعيدْ
شكرا فتونسُ تزدهي في أبهى عيدْ
عيدي هنا عيدٌ سعيدْ
شكرا وأهلي يدفعون مهور أعيادٍ تزيدْ
في كلّ شبرٍ نهضةٌ نورٌ ونارْ
في كلّ زاويةٍ عطاء يرتدي حلو الثمارْ
وطني الكبيرُ يمدّ للدنيا زغاريدَ النهارْ
هو عيد ميلادي السعيدْ
هو أجملُ الأعيادِ في عيدٍ وعيدْ
فانهضْ أخي
واحملْ أخي
أملَ الرجوع إلى الديارْ
دقـّتْ فلسطينُ النداءَ على النداءِ
وأعلنتْ أنّ الوطنْ
قد صارَ في الوعد القريبْ
هي خطوةٌ .. أو خطوتان ِ
منَ الزمنْ
وتطلّ حيفا قبلةً
كالورد يقطفها الحبيبْ
هو عيد ميلادي فشكراً
حينما حيفا تشكل في دمي
هذا الحنينَ إلى اللقاءِ
تشدّني حتى يديها أنطوي
وأذوبُ في حلمي وأفراحي أغيبْ
هو عيدُ ميلادٍ سعيدْ
هو عيد ميلاد ٍ وعيدْ
وطنٌ يشكـّلُ وردةَ الدنيا
ويصنعُ فجرَهُ العربيّ موصولَ النشيدْ
وطنٌ يمدّ ضلوعهُ ودماءهُ والروحَ
للفجر الجديدْ
هو عيدُ ميلادٍ سعيدْ
شكرا لأن العيد ألبسني المطرْ
شكرا لأنّ النورَ في كلّ الوجوهِ
يشعّ .. تحضنهُ الصورْ
شكرا لأن العيدَ... عيدي
قد جاءَ في وقتِ النهوض ِ
وزغرداتِ الصبحِ في عرسِ الشجرْ
هو عيد ميلادي فشكراً
شكرا لأنّ الشمس أحلى
شكرا لأن الوقت أحلى
شكرا لأن العمر أحلى
شكرا .. وشكرا
هو عيدُ ميلادٍ وعيدْ
شكرا لأني قد رأيتُ اليومَ
في وطني الكبيرَ جميعَ أحلامي
تصوغُ دروبها بنهارِ أفراح ٍ تزيدْ
شكرا فيا حيفا افتحي باب الرجوعِ
لعيد ميلاد جديدْ
عيد ميلادٍ سعيدْ
طلعت سقيرق
18/3/2011