بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
في لحظة ما، و بعد مسيرة حياتية، تطول أو تقصر، تبدأ مجموعة من الخلايا الجلديـة بالتكاثر السريع، غير المنضبط، تكاثراً خبيثاً مخرباًً، للمنطقة التي هي فيها، و للمناطق الأخرى، القريبة، أو ربما البعيدة أيضاً، أما القريبة منها فيكون عبر تشكيلها لكتلة ضاغطة، غير نافعة، مشوهة و متوسعة، و أما البعيدة عبر انتقالها في الأوعية الدموية و اللمفية، لتلتصق في مكان جديد، تتكاثر و تخرب فيه، و الخلية الخبيثة كما الإنسان الفاسد، مبدؤهم واحد، و قاسمهم المشترك هو: توسع على حساب غيرك و لا تدع قانوناً صالحاً يحكمك، و لأن الأمر قد يهدد الحياة فقد وجب التخلص من هذه الخلايا في أسرع وقت ممكن، درءاً لضررها، و تجنباً لصعوبات تزداد مع كل يوم، و عند اتخاذ قرار التخلص منها يظهر التساؤل، كيف سيتم ذلك؟ و هل النتيجة دائمة أم مؤقتة؟ و هل هناك من مضاعفات؟ و هل يجب استخدام المشرط حصراً؟
و بالعودة إلى مصدر الخلايا الخبيثة، و كيفية ظهورها، نجد أنها عبارة عن خلايا طبيعية، تأذى منها الجزء المسؤول عن تكاثرها، و هو DNA، نتيجة تأثيرات مختلفة (شمس، زرنيخ، قطران...)، مما أدى لهذه العشوائية من التكاثر الزائد عن الحد المطلوب، و ليس هذا فحسب، بل إن الخلايا الجديدة (التي قد تختلف في شكلها عن أخواتها الطبيعية) قد تمتلك من القدرات ما يُمَكِّنها من الانتقال من بيئتها التي نشأت فيها إلى بيئة جديدة، تؤذيها و تأخذ خيراتها، تماماً كما الاستعمار، و نتيجة لهذا كله فإن العلاج يجب أن يوجه نحو مركز الضرر، بغية إصلاحه، أو استعمال طرق مختلفة، إن تعذر ذلك.
أشهر السـرطانات الجلديـة : سرطانة الخلية القاعدية، السرطانة وسفية الخلايا، الملانوم.
العلاجات الحديثة المختلفة لهذه الخباثات تتضمن: علاجات دوائية، جراحية، كي كهربي أو بالآزوت السائل أو بالثلج الفحمي أو الليزر، تجريف، أشعة.
إن تعدد أنواع العلاجات يؤمن فرصاً أفضل في مكافحة هذه الخباثات، و ذلك بسبب كثرة الأماكن التي يمكن أن تصاب، و اختلاف طبيعتها و ظروف المريض.
الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان – دمشق – آخر تعديل 3 تشرين1 2014
مراجع:
Andrews Diseases of the Skin ; Clinical Dermatology
An Atlas of Clinical Dermatology
الوجيز في الأمـراض الجلديـة G. H. SAURAT- E. GROSSHANS - P. LAUGIER - J. M. LACHAPELLE
Medscape
American Cancer Society
STANFORD MEDICINE - Cancer Institute