لعل الأجمل ، لما نحس بالنضج ، في الفكر ، في الإحساس ، في القلم ، في التعبير .. فندرك الفرق بين هذه الرؤية وهذا التصور قبل النضج وبعده،بين ما أريد الآن .. وبين ماكنت أريده بالأمس .
فندرك مدى الاكتمال بين العقل والقلب ، بين الروح والجسد ، بين النبض والفكر ، بين الحب والعشق .. .
هذا هو النضج الحقيقي حين تكتمل الصورة ، وتكتمل الرؤية ، فيصبح ماكان في الأمس سلبيا قبيحا ،هو الآن إيجابيا رائعا و جميلا ..
هو نضج ، اكتمال ، سمو ، رقي في الفكر والتفكير ، وصواب في اتخاذ القرار.
هو نعمة الحياة وإكسيرها الذي لولاه ، لأصبحنا نعيش في عبث وجنون وتهور .. مدى الحياة..
إنه النضج ، الذي يجعلك متأنيا رزينا ، عاقلا متحكما ، فتغير حساباتك ، وتؤمن بما كفرت به سابقا ، وتغير اتجاهاتك وفق المنطق والصواب ، وفق التياربثبات وثقة .. ...
إنه النظر إلى عمق الأشياء ، باطن الكلمات ، إنه الغوص تحت قشرة الظاهر لاستنباط ذاك الجوهر المكنون في عمق النفس .. الذات ... الحياة ...
د/ رجاء بنحيدا