[رأفت العزي]

اعتدت منذ سنوات بعيدة الذهاب إلى معارض الكتب خصوصا معرض الكتاب العربي الذي لم ينقطع حضوره حتى في أحلك الأزمات والذي كان له المكان المرموق في شارع الحمراء ببيروت، كانت المكتبات ودور النشر تعج بمختلف أنواع الكتب العربية والأجنبية المترجمة والناشرون أي دور النشر المختلفة تعمل على تنويع مصادرها وتدعم ليس فقط الأقلام المشهورة بل وحتى الأقلام الصاعدة التي يعرفها أصحاب الاختصاص بأنها أقلام موهوبة
فتلك الأزمان كانت أزمان " ثورات " حقيقية وقضايا شعبية وصراع اسمه الصراع العربي الصهيوني، وكان لتلك القضايا شعراءها، كتّابها، وجمهور كبير وواسع يريد المعرفة فما الذي تغير؟
اسألوا أنفسكم سؤال : منذ خمس سنوات أين شعراء هذه المرحلة ، أين القضية ، ومن هو الجمهور الذي سيبحث عن كاتب إن كان " مثقفو " البلدان العربية أشهرهم وأقدرهم صاروا يتحدثون في أحسن الأحوال عن " الصراع الفلسطيني الإسرائيلي " صاروا يشجعون بدل الالتحاق بالعمل الفدائي المسلح التخلي عن السلاح والتصالح مع العدو صاروا في أحسن الأحوال يتحدثون عن الطوائف والمذاهب .. ورحمك الله يا نزار حينما سأل : " فهل جاء زمان صار فيه كل من يحمل صندوق سلاح كالذي يحمل صندوق حشيش. "
نعم يا سيدي .. قد جاء الزمن الذي صرنا نفضل فيه أن نحمل صندوق الحشيش بعدما باعوا شرف السلاح .

أما المواهب فسيدنا رحمه الله طلعت لخص وضعهم بجملة قال فيها :



“الخوف سلاح يشل أي موهبة ويدمرها لأنه يقف ضدها بكل ما يملك من قوة "
سؤالي : مم الخوف ؟ ومن هو الذي يستخدم التخويف لإسكات أي صوت لا ينضوي تحت مظلة الملقحين ضد الفكر؟
الخوف يا سادة ألا يجد " الموهوب " مكانا أو وسيلة يُعبر فيها عن حرية الفكر لأن الملقحين ضده صادروا كل الوسائل واشتروا حتى المستمعين والمشاهدين والقراء !
رحمك الله يا طلعت .. لو كنت اليوم وشاهدت ما يحدث فهل قلت فقط عنه " زمن مالح
" ؟!

شكرا لك أستاذة نصيرة ورحم الله رجلا قلما كان له قضية