عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 04 / 2015, 39 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

الاستسلام للعالم الصغير ـــ نصيرة تختوخ


إذا كنا لانزال نثمن الحكمة كما كنّا وكغيرنا في الثقافات العديدة فإنّنا نتفق أنّنا نعود لدائرة التفكير وأنّ الإنسان منذ وعى وأدرك كان دائم اللجوء للفكر لإيجاد حلول لما يواجهه من مشاكل وهواجس وتحديات. هل من الطبيعي اليوم أن نبحث عن مواقف جاهزة لنتبناها أو ننشد وجود التوجهات السائدة لنلبسها فتكون خلاّقةً لسلوكياتنا المريحة التي تناسب أدوارنا الاجتماعية القصيرة المدى؟
الحقيقة أن علينا قبل أن نواصل الفصل بين العالمين: العالم الصغير الذي يعتبر شخص ما مركزه والمحيطون به الأقرب إليه اجتماعيا الحلقة التي تغلقه. والعالم الكبير الذي يتجاوز الفرد والدولة إلى المجتمع الإنساني الكبير والوطن الإنسانيّ المساوي لكوكب الأرض المعطاء امتدادًا.
في العالم الصغير فإن اختيارنا وعملنا على مايرضي المحيطين بنا ودأبنا على تحقيق السعادة الشخصية يفسر الرغبة الملحة لتحقيق توازن وسلام دائم وميل للمصادقة على المتفق عليه والسير على النهج المتداول. أن تكون السلوكيات الشائعة مليئة بالأخطاء أو ألاّ ترتقي بما يليق بالإنسان أمران قد يتم القفز عليهما إلى الهدف المريح المتمثل في الانسجام مع الواقع.
مانجده هو طاعة العُرف وبالتأكيد أن فيه السليم وربما فيه مايمكن تعديله للأفضل والأصلح نظرًا للمسافة التي يقطعها الزمن دوما للأمام ومعه التماشي مع الأوضاع المصابة أحيانا بالتردي كانعكاس لحالةٍ سيِّئَةٍ عامّة قد تختلف الجماعة في تحديد المسؤول عنها لكنها تتفق في وصفها بالسوء.
أين التفكير هنا؟ التفكير الفردي موجود في العالم الصغير لتسيير الشؤون اليومية، للحياة وكفالة متطلبات العيش التي تتدرج من الأساسيات إلى سقف الكماليات والرفاهية القصوى، لكنه غير معنيّ كثيرا بالنطاق الأوسع وإن كان جزئيا على صعيد البلد الواحد؛ إنّه في خدمة العالم الصغير لأن التركيز بالدرجة الأولى على العالم الصغير وقد تبدو في هذا أنانية لكن من يرى أبعد يستطيع أن يتبين اليأس أيضا وتفكك العوالم الصغيرة داخل البلد الواحد الأمر الذي يكاد يُسقط عن هذا الأخير صفة الوطن.
الإستسلام للعالم الصغير قد يكون عند البعض خيارا لكنه بالتأكيد عند فئة ليست بالصغيرة نظرا لصعوبة تحقيق مستوى الحياة الكريمة تورطٌ يُعْمي عن غيره فرحلة النضال الفردية تستهلك الطاقة الفردية وقد تتجاوزها إن غاب مايكفل الضعيف ويُنصف الجهد ويحاول رفع الطبقات الدنيا لتقريب المستويات الاجتماعية من بعضها.
إنّه الانفصال الإجباري أو الإختياري لكنه ما لايوحدّ حتى المواطنين في وطن أو يجعلهم ينخرطون في شؤون حقيقية صادقة لمصلحة الجماعة الأوسع الخارجة عن حلقة العالم الصغير.
ماقد نراه متجليا مثلاً في نفايات على الشاطئ أو في قلب غابة بعد انتهاء أسرة سعيدة من النزهة وتركها لآثار مرورها سلبًا ودون اكتراث لأن أفرادها غير معنيون بمن سيأتي بعدهم أو البيئة كنطاق أوسع أو نلمسه في التركيز المستميت على الشؤون السطحية للفرد: لباسه، وجباته...والتناول المتكرر بعاطفة وغريزة دونما عقل وعمق للعلاقات الثنائية رجل ــ مرأة والميزات الأحادية لكل جنس. إنّه جُمْلَةً تغييب وظائف الإنسان السامية والراقية الكثيرة وحشر الإنسان في الضيق.
الاستسلام للعالم الصغير بما فيه من حميمية وما له من سلطة ابتعادٌ عن الأهداف الأكبر التي تتطور بها البلدان ويطل منها الأفراد على العالم الكبير غير مستغربين بل مدركين وقادرين على التقارب.
وسيتحدث البعض بنفور و سخط عن العالم الكبير ولو سألت عن معرفتهم بما ينقمون عليه لوجدتهم يحصرونه في متعلقات بالسياسة أو تاريخ أو استعلاء استعماري واختلاف ديني ويضحك الكوكب الذي رأى الإنسان منذ ملايين السنين وشهده يتطور في حضارات متفرقة وأخرى تتواصل وتتحارب، يبصر ربما مايفعله الأفق الضيق الذي لم يخترقه العالم الكبير. لأن الاستسلام للعالم الصغير حال بين الإنسان والإنسان البعيد عن تصوره فكانت الإنسانية أول من قُهِر.
Nassira— 2-4-2015









نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس