رد: أأعتذر وعلام ولمن ينبغي الاعتذار؟؟! / هدى الخطيب
بالأمس كنت أشاهد فيلما اجنبيا للمرة الثانية مع أشخاص نختلف معهم بالرؤى لكننا أصدقاء
وجميعنا نشعر بالضغوط من كل جانب ومن كل الأشياء فقررنا أن نشاهد بعض الافلام سويا
وقررنا أيضا ارتياد المقهى للعب الورق ، كنا في غاية السعادة ونحن نشاهد الفيلم بصمت
لكنني قد عكرت مزاجهم حين وجدوا الدموع تنهمر من عيوني وهي دموع عزّة نفس وكبرياء
حركتها كلمات وجهها الملك جورج لشعبه عندما دخلت بريطانيا الحرب العالمية الثانية ؛
شعرت بالكرامة الإنسانية وأكبرت شعبا قدم نصف ابناءها ذودا عن الوطن بالرغم من دمار
معظم المدن البريطانية خصوصا لندن وقلت في نفسي هذه شعوب تضحي ولا تتذمر
ولا تستسلم .. تذكرت وضعنا نحن هنا في لبنان ، فمنذ اربعين عاما
لم تهدأ بلدنا من الناحية السياسية يوما ، خضنا عدة حروب متقطعة ومتصلة لمدة 15 عاما
قتل منا ما بين 200 إلى 250 ألفا وجرج 400 ألف وهدمت آلاف القرى وتهجر أكثر من نصف
الشعب اللبناني ، شن كيان العدو على لبنان ستة حروب طاحنة !
ومنذ اربعين سنة نعيش تقنينا قاسيا في الكهرباء ، يموت الناس على أبواب
المستشفيات إن لم ندفع ثمن علاجنا مسبقا ، نبوس أيادي الزعماء لوضع ابناءنا في المدارس
وليس مجانا ، عندنا في لبنان أغلى عقارات الدنيا ، وأغلى بلد في الاتصالات الهاتفية وأبطأ انترنيت
ما بين 80 دولة في العالم ؛ ومع ذلك وفوق كل ذلك نحن في لبنان طليعة الشعوب العربية التي
تهتم بالسياسة والشأن العام لدرجة أننا بالأمس رفع البعض منا 10آلاف علم تركي في بعض المناطق
احتجاجا على بعضنا الأرمني الذي يتهم تركيا بمذابح العام 1915 ومنا من يحارب مع الدولة والنظام
في سوريا ومنا من يحارب ضد النظام ، منا من أيد اجتياح إسرائيل وساعدها ومنا من رش الأرز عليها
ومنا ومنا ومنا .. ومع ذلك ننتظر أن يصبح غدنا أفضل .. نرقص في أفراحنا ، ونغني في ليالينا ونسهر
على سطوح منازلنا ننظر لوجه القمر نبتسم ونمارس الحب ونسهر مع رابعة !
ذكرت هذا دون الحديث عن شعبنا الفلسطيني معاناته وقهره ، مع ذلك فهناك في فلسطين رغم كل شيء
فن ومسرح شعراء وكتاب وجيل كله أمل في المستقبل ومع ذلك لا يطلبون اعتذارا ولا نطلب ..
أحييك يا سيدتي واتمنى لك الخروج من هذا " الاحباط " وأحيي سيدتي الأستاذة نصيرة تختوخ
وقد أعجبني ردها الذي ابتداته بقولها :
" صديقتي العزيزة التي أتمناها دوما منتصرة على الألم،
تجردين هنا مجموعة من الأحداث السلبية والمؤلمة وتغيب مقابلها الكثير من الأمور
والتفاصيل اليومية المضيئة التي لا تتدولها نشرات الأخبار لكنها موجودة ومكشوفة لحواس من يتأمّل أو يخرج للحياة. "
تحية احترام وتقدير
|