رد: إحك يا شهرزاد
إحك يا شهرزاد / 12
أخبرني خلي أنه..
شبت مشاجرة عنيفة في أحد المراقص بين ثلاث مواطنين وآخر أجنبي، فتم جلب الأطراف إلى المركز
وزج بهم في التوقيف لحين صحوتهم من أثر السكر الشديد، ثم يسألون عن نبإ أفعالهم...
في اليوم التالي استيقظ الثلاث باكرا، ورابعهم مازال باسطا رجليه بالوصيد، ومن شدة حنقهم وغضبهم عليه، أجمعوا أن يوقعوه في براثن الخديعة والمكر..
لذلك أيقظوه ليتناول معهم وجبة الفطور، معتذرين له عما بذر منهم بالرغم من الكدمات والرضوض البادية على وجوههم، تصالحو وتوادوا وتنازلوا له طواعية عما لحق بهم من ضرر بسببه,,, فاطمأن الرجل لهم وبدا عليه الأسى والندم..
وهم في غمرة المحبة والسرور، أوهموه أن الشرطة تشدد العقاب على غير المسلمين، والحل للخروج من هذه الورطة، أن يدعي أثناء التحقيق أنه مسلم، وقد أعلن إسلامه في بلده ونطق بالشهادتين بين يدي الإمام والجماعة، في وقت سابق، واختير له إسم عبد الرب... ..
بعد السماع لإفادتهم، دون في المحضر بأن الرجل مسلم حسب ادعائه، ووجه لهم الإتهام بتعاطي المشروبات الكحولية والمشاجرة، وأحيلوا إلى القضاء حيث تلقوا خبرا بالنطق بالحكم : " بثلاثة أشهر حبسا نافذة وثمانون جلدة حدا" ...
خلال ثلاثة أيام رحلوا إلى المنشأة العقابية ليلتحقوا بحشد عظيم من الناس أوتي بهم من كل فج عميق لنقس الغرض، حيث نصبت في الوسط خشبة جرداء يثبت عليها المؤمن العاصي ليقضي به الجلاد ماهو قاض، بالحد أو التعزير، فكان صاحبنا عبد الرب هو أول من نودي عليه، وبسبب ردة فعله، وامتناعه التسديح على بطنه، جيء به عنوة وأحكم وثاقه على اللوح .. وأول قطرة غيث تلقاها على ظهره، أشعل المكان صراخا وزعيقا :
_ أيام نوت عبد الرب,,,,_
_أيام ...كريستيان جو....ف اك يو,,,
_ نو نو نو نو ....أووووو,,, واو
لم يكمل الرجل الثمانين جلدة حتى ساءت حالته جدا، ومن الصدف أنه في نفس اليوم جاء أحد زملائه لزيارته بعد أن علم بمكان توقيفه ، فحكى له ما جرى بالتفصيل، واستطاع هذا الأخير في غفلة من الحراس والمراقبة، التقاط صور بواسطة هاتفه النقال تظهر تلك الجروح البليغة والسجحات الخضراء والزرقاء التي تغطي ظهر الرجل وأردافه بالكامل..
وكانت المفاجأة أن عبد الرب لم يصرح أثناء التحقيق معه، بأنه يعمل جندي في القوات البحرية الأجنبية الراسية على رصيف الميناء، مما أثارته تلك الصور من زوبعة كبيرة، حيث تم الإفراج عنه فورا، وإقالة كل من ضبط ..وحقق.. ورفع ونسخ ...وحكم أو له علاقة بالبلاغ رقم...
وتزامن ذلك وبرقية مستعجلة من جهات عليا ، بمنع وحظر عقوبة الجلد نهائيا ,,, قبل أن يتحرك الأسطول الرابط في الميناء باتجاه المياه الدولية في عرض البحر...
مرت سنة على الموضوع، بينما كان الثلاث الندامى جالسين يقرعون الدنان ... فتح أحدهم التلفاز وإذا بهم يفاجئوا بنشرة الأخبار تبث تسجيلا مصورا لعبد الرب في أحد البؤر المتوثرة وهو يجز رقبة أحد المرتدين، ويتوعد الكافرين بلسان إنجليزي فصيح، مهددا منددا مختتما وعده ووعيده بقوله :......وإنا لغالبون,,,
"... ومن يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا...."
وضع خلي سماعتي الهاتف في أذنيه قبل أن أسأله، مشيرا بيديه كعادته :
بعدين ’ بعدين’ لحين مستعجل ياخلي متجها صوب سيارته مدندنا في الممر,,
يقرا عليا المطوع.....
ومازالت شهرزاد تنتظر الجواب
|