إلى وطنـــي.. مع كل الحب
[frame="13 95"]
مازلت في القلوب، حرستك أهداب السباع، تحت غيم أمطر ارهابا
ليفكك وحدة الرفاق، ويشتت ساحات النضال
مازلت في الأحداق، أغلى من كحل العيون
أحمد هات يدك يارفيقي، لم يتبق من الوقت متسع لأحمل جثة أخي
الملقاة تحت سماء حمراء، وتيك الأوراق التي ضرجتها صبية بمقتبل العمر بدمائها
فسحبتها الأوجاع من طيات محفظتي
ورقة ورقة،، تاريخ ميلادها
انتسابها
ورقم هويتها
متناسية طول ضفيرتها الكستنائية
وقدها الجذاب
وعيونها العسلية
مدينتي اليوم تُغتصب، يا صديقي، بعيون ملونة التكوين
وضفائر مختلطة الأنساب
وقدِ موزع الحدود
أحمد يارفيقي
استوطن داعش مرايا الصبايا، ولم تعد تلك الفاتنة تتفقد رونق الخدود
واستوطنت النصرة سجلات ميلادنا
لألغي مشروع خطبتي من شخص قيل بأنه قد يكون أخي
دعني أبكي عند كتفك،، دع يدك تتحرر من ضوابط الاتزان،، لتلهو بخصلاتي
بعثرها يا رفيقي، وشاركني البكاء، التزامك بحب الوطن ياأحمد أغلى ثروة ملكتها
تحت سقف القذائف، وفوق بركان الأرض الساخط، حُضنك خيمة الامان يا صديقي
والتضحية سطر انتمائك، شاركني البكاء
بُكاء الأوفياء كبرياء يا رفيقي
في وطني خارطة واحدة تقاسمنا رسمها، بالدم، بالقلب، بالإخلاص
في شوارعها ساحات طفولتنا وصبانا، ومراهقتنا، وحكايات الوفاء التي لن تنته
في وطني لحد أبي وأبيك، صديقي وصديقك، حبيب لي، وحبيبة لك
في وطني عروس أرملة
في وطني تُزف كلمات ليست كالكلمات
في وطني
آه ياوطن كان للسلام عنوان
في وطني، وجع دامي، في صراعه الخامس
في وطني أبكي غيابك ياأحمد
تلاشت العناوين وسط قيامة المعارك
وتشتت أرقام الهواتف
وانتهى عهد رسائل البريد
في وطني ، ذكريات الأيام الجميلة اغتالتها عناوين صُحفنا الدامية
ننام على حُلم أن تعود كهرباء الحي
ونصحو على نية الوضوء إن وجد الماء
فيحل التيمم بشذا الشهادة الذي عطر تراب أرضنا
في وطني الآه تمتد أركان مساحاته،، جمرا،، لاسبيل يُطفئ لظى أوجاعها
ولا مُتسع للمصافحة، واللقاء بسلام
فسلام على وطن السلام
ياوطنـــي
مع كل الحب
**********************[/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|