[هدى نورالدين الخطيب]

[align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');border:4px groove green;"][cell="filter:;"][align=justify]
لا شك أننا خسرنا برحيل شاعرنا الكبير محمود درويش قامة شعرية عربية بالغة الأثر والأهمية، وخسرت القضية الفلسطينية ومقاومتها نجماً عالمياً من نجوم الشعر العربي الفلسطيني قد تمكن شعره أن يصل إلى كل أنحاء الكرة الأرضية عبر 22 لغة حيّة ترجمت إليها قصائده التي عبرت خير تعبير عن القضية الفلسطينية ومأساة هذا الشعب الصامد ومدى الظلم والجور الذي وقع عليه، وحق هذا الشعب بالمقاومة واستعادة أرضه ووطنه الذي أُعطيَ غدراً وتآمراً وعبر المجازر لغرباء مجرمين.
جعل محمود درويش القضية الفلسطينية بشعره قضية إنسانية عالمية في وجدان كل إنسان على سطح الكرة الأرضية يؤمن بالحق والعدل وحق الشعوب في تقرير مصيرهم ومصير أوطانهم بمنأى عن الاحتلال والاغتصاب.
محمود درويش صاحب القامة العربية الفلسطينية العالية عروبة و وطنية وسفيراً من سفراء الإبداع، لا يقلّ عالمياً أبداً عن لوركا وأراغون واليوار.ولأني أعيش في الغرب منذ زمن طويل وفي بلدٍ يهاجر إليه الناس من مختلف أصقاع الأرض وأتحاور مع الناس، عرفت عن كثب مدى أهميته وشهرته وفهم الناس لظروف القضية الفلسطينية من خلال قراءة شعره المترجم إلى لغاتهم الأم.
كان شاعرنا عربياً خالصاً متصوفاً في حب فلسطين، غاص بمأساتها وجسَّدها إبداعاً عصف بوجدان الإنسانية وأثقل الضمائر الحيّة فيها.ومع هذا كثيرون غاروا من نجوميته الساطعة وحاولوا توظيف سلبية مشاعرهم سياسياً لما أعجزهم النقد عن إيجاد ثغرة يدخلون منها لهدم صرحه الشعري المرصع باللؤلؤ والمرجان، هذه المحاولات في الإقصاء التعسفي تطفو مجدداً اليوم بعد رحيله على السطح لمجرد أنه لا يتفق مع الأنا عندهم بأضيق تصوراتها وأسخفها.
محمود درويش جزء من الأنا الأكبر و الأشمل والذي وظف شعره بنزاهة وجرأة توظيفاً مقاوماً وبصياغة رائعة تحفظ ذاكرة الأمة وتاريخها.إنه دور الأدب في المقاومة وأهميته الوطنية..
وصدق شاعرنا طلعت سقيرق حين وصفه في آخر مقالاته بمتنبي العصر الحديث.
محمود درويش جزء لا يتجزأ منا ومن نضالنا الوطني، محمود درويش جزء من هذه الأنا العربية التي تسكننا والدماء الفلسطينية العربية الكنعانية فينا ..
شاعرنا الكبير محمود درويش، غاب جسدك تحت الثرى ولكن أدبك والوطني المقاوم يحيا فينا وسنظل ننشده.... كما كان دائماً يحلو لي أن أنشد في المناسبات بكندا مقاطعاً مترجمة من شعرك تلتهب لها الأكف تصفيقاً:
سَجِّل
أنا عربي
سلبت كروم أجدادي
وأرضًا كنت أفلحها
أنا وجميع أولادي
ولم تترك لنا.. ولكل أحفادي
سوى هذي الصخور..
فهل ستأخذها
حكومتكم.. كما قيلا !؟
إذن!
سجل.. برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكره الناس
ولا أسطو على أحد
ولكني.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحم مغتصبي
حذار.. حذار.. من جوعي
ومن غضبي!!
و من " عاشق من فلسطين " كم رفعت صوتي ملتهبة المشاعر أردد:
فلسطينية العينين و الوشم
فلسطينية الاسم
فلسطينية الأحلام و الهم ّ
فلسطينية المنديل و القدمين و الجسم
فلسطينية الكلمات و الصمت
فلسطينية الصوت
فلسطينية الميلاد و الموت
حملتك في دفاتري القديمة
نار أشعاري
حملتك زاد أسفاري
و باسمك صحت في الوديان:
خيول الروم! أعرفها
و إن يتبدل الميدان!
خذوا حذّرا..
من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان
أنا زين الشباب ،و فارس الفرسان
أنا. و محطّم الأوثان.
حدود الشام أزرعها
قصائد تطلق العقبان!
و باسمك، صحت بالأعداء:
كلى لحمي إذا ما نمت يا ديدان
فبيض النمل لا يلد النسور..
و بيضة الأفعى ..
يخبئ قشرها ثعبان!
خيول الروم.. أعرفها
و أعرف قبلها أني
أنا زين الشباب، و فارس الفرسان

[/align][/cell][/table1][/align]