[رشيد الميموني]

يوميات المصيف
3- الريـــــــــــــــــــح

بعد أيام من الصفاء والشمس الدافئة ، هبت ريح غربية رخاء في الصباح .. لكن مع الزوال أخذت قوتها تزداد في الوقت الذي كنت فيه قد عدت من الشاطئ .. لأنني من عادتي أن أتناول طعام الإفطار هناك قرب الموج المتكسر .. واسبح وحيدا في ماء صاف كالمرآة .. حتى أنني أرى بوضوح تلألؤ الصدف عند قدمي .. و أغادر الشاطئ قبل الزوال .
اشتدت الريح و علا الغبار واقتلعت المظلات الشمسية .. منظر فريد من نوعه .. وفي الوقت الذي كان الغبار يتعالى في عنان السماء .. كنت متوجها نحو الجبل موغلا في الغابة .. عالم آخر هذا السكون الذي لا يخترقه سوى حفيف الشجر المتمايل على إيقاع هبوب الريح .. لكن لا اثر للغبار .. أنظرمن أعلى ، فيبدو لي الشاطئ و كأنه صحراء هبت عليه زوبعة رملية ..
أقبل الليل فهدأت الريح و صفت السماء من جديد .. تحس بنفسك أقرب للنجوم .. صافية متلألئة .. تبهرك عظمة الخالق خاصة عندما يمر شهاب كالسهم ، و أتذكر قوله تعالى " وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا"..
وأعود إلى البيت وقد شملني إحساس بالحبور.. في انتظار بزوغ شمس يوم آخر .