[align=justify]
3-
جسر من سراب!
كان يقف على ضفة احد الانهار الجبلية متأملاً انسياب الماء في سرعتها وقوتها وهي تنحدر هادرة من صوب ممر ضيق تتشابك فوقه الأشجار؛ سرعان ما يبدأ الماء بالتموج حينما يتسع النهر ثم يسكن وهو يمر من تحت قوس جسر قديم جميل.
كان مروان ينظر نحو الضفة الأخرى من النهر ويوغل فكره في أعماق التساؤل وتبدو عليه الحيرة كلـّما غاص أكثر! هزّ رأسه بألم وهو يبتسم ابتسامة ساخرة وسأل نفسه :كيف كنا سنعبر نحو الضفة الأخرى لولا هذا الجسر!
أغمض عينيه مطلقا العنان لمخيلته، ولما فتحهماصُعق وصرخ بأعلى صوته جملة تردد صداها في المكان!؟ كررها مرات ومرات وهو غاضب، وأخذ يُلقي ببعض الحجارة في النهر لعله يؤسس بين ضفتيه جسرا جديد.
[/align]
.