رد: حديث الصائم // منازل الصائمين
,الصيام مقام,والمقام لا يدركه المؤمن إلا إذا كان فيه لله ومع الله.وأنت أيها المسلم إذا استطعت أن تحقق هذا المعنى فقد صرت من العارفين المبصرين,وذلك هو الشرط الثالث لبلوغ منزلة الصائمين,لأن لرمضان مكامن لا يصلها إلا العارفون,ولرمضان آيات لا يبصرها جميع الصائمين,ولكن يبصرها المبصرون الذين كشف الله تعالى لهم الأنوار,النفس إذا صفت رأت ما لم تره غيرها من الأنفس,وإنما صفاء النفس ودواؤها في كتاب الله تعالى "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".لذلك فأنت في رمضان حين تقبل على كتاب الله تعالى تكتشف أنك كما لو لم تقرأ هذا الكتاب من قبل,فما الذي حدث؟؟ إنكشفت لك الحقائق,صفت نفسك فأصبحت من المبصرين بعد أن كنت تعيش في ظلمات الذنوب"لكن إنتبه أيها المسلم ,درجة الإبصاردرجة صعبة تدرك بالتدرج,ولا تتحقق إلا في ختام رمضان ,فالعين إذا ألفت الظلمة قد لا تستجيب لوهج النور المتدفق بقوة,وليس في الدنيا نور أسطع من نور القرآن ,يتوهج في الصدور ويرتفع بالقلوب والأفئدة إلى مقامات نورانية لا يدركها إلا أولوا الحظ العظيم,وهذا هو السر في صلاة التراويح .الصلاة التي يطلب منا أن نعطيها حقها قارئين ومرتلين ومستمعين ومتدبرين وخاشعين عسى أن نصل فيها وبها إلى درجة المبصرين التي تمكننا من الإرتقاء إلى منزلة الصائمين .لكن كيف لمن قلبه مكدر بالغل والحسد أن يعرف صفاء المبصرين,وكيف لمن يقطع رحمه ويخاصم جاره أن يرتقي إلى مقامات المبصرين,كيف لمن تعلق قلبه بمقعده في المقهى أن يدرك مقعد المبصرين للآيات,كيف لمن نسي قوله (ص)"من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة",فوقف وراء الإمام وهو كاره له متأففا متبرما يعد الركعات ويحصي الهفوات أن يكون من المبصرين ؟.
للحديث بقية
|