رد: حديث الصائم // منازل الصائمين
هذا الكتاب هاد لجميع الخلق أقواما وأجيالا بلا حدود,وهدايته مستمرة إلى نهاية الوجود,يهدي إلى العقيدة الصافية الصحيحة ويهدي إلى كل خلق فاضل وكريم.و الله تعالى يقول في أول سورة البقرة:" ألم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين"فهو إذن هدى للناس عامة,وهدى للمتقين خاصة,وبهذا المعنى تكون الهداية نوعان أو درجتان,هداية عامة موجهة للناس كافة,هي هداية الإرشاد.وهداية خاصة مقصورة على الخواص ممن رضي الله تعالى عنهم واصطفاهم وجعلهم من الفائزين في الدنيا والآخرة وهي هداية التوفيق التي بها يتبوأ المسلم عند ربه مقام المهتدين.وبدونها لا يكون من أهل منازل الصائمين . يقول جل من قائل:"قد جاءكم من الله نوروكتاب مبين,يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم"فالقرآن هداية وتوجيه ونصيحة إلهية,القرآن جاء ليبين طريق الجنة من النار,الرشد من الغي, الخطإ من الصواب,الفلاح من الخسران ما يجوز وما لا يجوز ما يرضي رب العالمين وما يغضبه.وهذا كله من هداية الإرشاد الموجهة للناس كافة.وأنت أيها المسلم,حين تصوم رمضان وتصلي التراويح وتفتح المصحف الشريف وتقرأ آيات الكتاب فترشف من حوضه وتتفيأ في روضه تغترف من معينه وسلسبيله,وتهتدي بهديه المنزل من رب العالمين فتلك هي الهداية العامة . حين تصوم وتقوم وتتوجه بأعمالك إلى الله وحده لا تشرك في عبادته أحدا,فأنت قد هديت الهداية الأولى,هداية الإرشاد ,لك بها في منازل الصائمين درجة, وحق عليك أن تشكرالله عزوجل على أن هداك وتطلب منه جل وعلا أن ييسرلك الهداية كما كان يفعل رسول الله حين كان يدعو ربه فيقول"اللهم اهدني ويسرالهداية لي" والمعنى أنك تطلب من ربك الدرجة الأعلى من الهداية,هداية التوفيق وهي هداية خاصة بالمتقين,جعلها الخالق سبحانه لمن اصطفى من بين عباده المهتدين ولك أن تتساءل:إذا كانوا متقين فهم مهتدون فما معنى أن تكون لهم هداية خاصة؟إسمع قوله تعالى إذ يخبر بخبر أهل الكهف "نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى".قال العلماء إنما الهدى هنا هو هدى التوفيق وهو خاص بالمؤمنين الذين اتقوا وأنابوا إلى ربهم عزوجل.يهديهم هداية توفيق وتيسير وتسهيل للعبادة. فتعال معي نستبين هذا الأمر من محكم الآيات .
للحديث بقية
...
|