رد: حديث الصائم // منازل الصائمين
... هذا رسول الله(ص) خير خلق الله والمغفورله ما تقدم من ذنبه وما تأخر المبشر بالجنة والموعود بالشفاعة, يخاطبه ربه عز وجل فيمتن عليه ويقول له جل من قائل:"ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى" والضلال المقصود هنا ليس ضلال انحراف معاذ الله ــ وإنك لعلى خلق عظيم ــ وإنما ضلال معرفة بالله تعالى,لقد كنت ضالا يا محمد:" ماكنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان" فهداك سبحانه وتعالى,حين اختارك للنبوة وأنزل عليك القرآن الكريم,ثم أوكل إليك أمرهداية الناس لدين الإسلام,فجعلك هاديا بأمره"وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم" أنت يا محمد تهدي الناس هداية الإرشاد,هداية المعرفة بالله تعالى وتسليم الوجه له وحده ,وهداية الدلالة إلى طريق الخيرواجتناب طريق الشر.لكن هداية التوفيق هداية الفوز واغتنام الدرجات الموصلة إلى مقامات المهتدين أهل منازل الصائمين,هي هداية موكولة لصاحبها الذي إنما هوالله وحده لا شريك له,يهدي من يشاء ويضل من يشاء ".وهاهو رسول الله (ص) يتفطرقلبه حزنا على عمه أبي طالب ساعة وفاته ويتمنى لو أنه يهتدي في آخرنزعة من نزعاته وقد بذل له (ص) من هداية الإرشاد ما به قد أمرلكن هداية التوفيق يكتبها الله لمن يشاء من عباده وهاقد حرمها أقرب الأقربين إلى رسول الله "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".أبذر البذر ودع النتائج على الله أسلك سبيل الهداية بالعمل الصالح واسع مصليا وصائما وقانتا إلى إدراك منزلة الصائمين أهل الإيمان والهداية,ورمضان أيها المسلم هو فرصتك المواتية لتقبل على ربك سبحانه وتعالى وتسأله الهداية وتيسيرها,فإنه عز وجل مقبل عليك,ينتظر توبتك وأوبتك ورجوعك إليه.وهوالذي يقول جل جلاله في الحديث القدسي الذي يرويه عنه رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم:"إني والإنس والجن لفي نبإ عجيب,أخلق ويعبد غيري,وأرزق ويشكر غيري, خيري إلى العباد نازل , وشرهم إلي صاعد, أتودد إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم ويتبغضون إلي بالمعاصي,وهم أحوج ما يكونون إلي ".فما أعظمه من رحيم وما أجله من حليم,هو يتودد إليك وأنت تعرض عنه, كيف سترد حين يقول لك:ألك إله غيري تسأله,هل لك أرض أخرى غيرأرضي تسيرعليها؟ هل لك سماء أخرى غير سمائي تظلك؟هديتك فلم تهتد وتقربت إليك فابتعدت عني واشتريتك فبعتني,فاليوم تجزى كل نفس بما عملت أنت الجاني على نفسك,سلكت سبيل الضلال والفساد,وتركت سبيل الهداية والرشاد
للحديث بقية
|