أخبرني خلي أنه...
تردد أول الأمر... أمسك رأسه بكلتا يديه ... نظر إلى الأفق عله يرى أحدا يستمع إليه ... تأمل الفضاء الواسع .. رغم الصفاء والزرقة في الآفاق , كل شيء يبدو قاتما، يدور كالرحى ينهار في عقله ومخيلته ... وقف على الحافة في أعلى البرج , مقدما على إنهاء مسار زمن طالما كان فيه سعيدا، انتهى بالكآبة وخيبة الأمل...
تروى لحظات يودع فيها النور ليلحق بالظلام، عل الليل يسعفه قليلا ليخلد للنوم طويلا.. ربما يضع حدا لشخص غريب يلاحق مشاعره وأحاسيسه، يسكن فكره وكيانه يتوق الانفصام عنه، كم يمقته ويكرهه.. لم يكن هو في يوم من الأيام...
اندفع إلى الأمام من ذاك الارتفاع الشاهق ، ليرتطم بقوة على سرير الضغط الهوائي التابع للوقاية المدنية الذي كان له بالمرصاد...
ليجد نفسه مقيدا على السرير في المستشفى بعدما استفاق من غفوته..
قبل أن يسأله أحد عن سبب ما أقدم عليه، انتابته هستيريا شديدة، تدخل على إثرها الطاقم الطبي، وغادرالجميع، قبل أن يعرفوا منه سبب إقدامه على الشروع في الانتحار,,
وبعد إحالة الأوراق التحقيقية إلى النيابة جاءت مقرراتها كالآتي:
-تطلب تحريات الشرطة حول الواقعة
-يوقف المذكور 15 يوما ويجدد في حينه
-إحضار المتهم إلى حرم النيابة إن سمح الخبير الطبي بذلك
و بناء على هذه التعليمات، وبالتدقيق في أنظمة المعلومات الجنائية، تبين أن المذكور ليس من ذوي السوابق، كما يشير سجله المدني بأنه رب أسرة تتألف من زوجة وطفلين، ميسور الحال، ليست لديه أية مشاكل مع جيرانه أو أسرته أو في عمله، حسب المعلومات المتوفرة من محيط سكنه حيث يقطن ويعيش..
خلال بضعة أيام على الواقعة، لوحظ أنه لم يأت أحد لزيارته سواء في المستشفى أو المركز للسؤال عنه ومكان تواجده من طرف أسرته أو عائلته, مما أثار عدة شكوك، وبما أنه في حالة غير مستقرة لا تسمح بالاستماع إليه، لأجل ذلك صدر الأمر بالدخول إلى منزله لمعرفة ما يجري,,
كانت آثار الدماء في كل مكان، فوضى عارمة في كل ركن وحجرة..
وقد تم العثور على مقبرة جماعية في الحديقة تضم الزوجة والطفلين والحماة والخادمة،
لتتزامن المعاينة مع بلاغ وارد من المستشفى يفيد أن المتهم وجد منتحرا في غرفته .
رن هاتفه النقال وغادر مكتبه قائلا:
بعدين بعدين باحكيك ذالحين مستعجل ياخلي...
ومازالت شهرزاد تنتظر الجواب