رد: حديث الصائم // منازل الصائمين
...قل لي بربك: كم ركعة خالصة لله أديتها في صلاة تراويحك دمعت فيها عيناك من خشيته, كم درهما أوسعت به ضيقة محتاج في رمضان لوجه الله, كم مرة وقفت على قبر عزيز لديك وتذكرت الموت وأهواله والصراط وأحواله فسالت دمعتك على خدك خوفا وخشية من الله,ألا أبشرك بحديث لرسول الله (ص) يقول فيه :" لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن إلى الضرع "فابك على معصيتك,واجعل للخوف سبيلا إلى قلبك,واطرق باب الخشية من ربك,واستمسك بحبل الرجاء عند مولاك.إغتنم من العشر الأواخر مافضل ...إن كان في النفس زاجروإن كان في القلب واعظ،فإن سوق القربى إلى الله تعالى راجت وأبواب عطائه فتحت,هلا ولجنا,ولبابه قرعنا,ولعظيم جوده تعرضنا؟ ما بقيت من أيام الشهرالفضيل إلا بقيةٌ وأي بقية،إنها عشره الأواخر.من أدركها ولم يغفر له فاته ربح العام,ومن عاشها ولم يصل فيها الصيام بالقيام,ولم يلذذ فيها نفسه بتلاوة أفضل الكلام,كلام الله العزيزالعلام,حرم الخيركله ولم تكن له أسوة حسنة بسيد الأنام محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام,الذي كان أجود من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في مثل هذه الأيام,يدارس جبريل عليه السلام ويساجله كتاب الله بالتمام,فأكرم بالإثنين من مأموم وإمام...ما أكرم الله تعالى أمة بمثل ما أكرم به أمة محمد (ص) في هذا الشهر الفضيل.فيه الذنوب مغفورة والعيوب مستورة وفيه ليلة هي عند الله خيرمن ألف شهر,ما صادفها عبد من عباد الله وسأل الله فيها شيئا إلاأعطاه إياه,فالتمسها وتوجه فيها إلى الله بمهجتك,واسأل الله أن يجمع الشتات ويؤلف بين القلوب ويتجاوزعن السيئات ويمحو الذنوب .وكن في هذه الليلة المباركة من السائلين المتضرعين رغبة وإلحاحا.ليلة قال في شأنها علام الغيوب:"إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر".جعلها الخالق سبحانه وتعالى ليلة قدر أي ليلة فضل وقيمة وثواب,خيرا من ألف شهر لمن صامها وقام ليلها وأدى حقها,وإنما حازت هذه الليلة المباركة كل هذا الفضل عند رب العزة لأسباب خمس.أولها أنها الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم,وثانيها أنها حازت في الأجر والثواب خيرا من عبادة ألف شهر,وثالثها أن الملائكة تتنزل فيها والملائكة لا تتنزل إلا بخير,ورابعها أنها سلام ومنجاة من العقاب لمن صامها وقام ليلها إيمانا واحتسابا,وخامسها أن الله عزوجل خصها بسورة كاملة من كتابه تعالى ستظل تتلى إلى أن تقوم الساعة ...خير من يخبر بفضل وجلال هذه الليلة الفضلى كتاب الله :"حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين" فهي إذن ليلة مباركة بنزول القرآن الكريم فيها جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا,ليتم تصريف آياته الكريمة فيما بعد وفق أحداث وأسباب للنزول على مدى ثلاث وعشرين سنة بتقدير وبتسطير إلهي جليل.وهي ليلة فيها يفرق كل أمر حكيم,فيها تصريف لأقدارالعباد وتفريق لأرزاقهم وكتابة لأحوالهم,ليلة خير من ألف شهر,أي أن العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر وألف شهر هو ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر,فهي هدية من الله تعالى لعباده في رمضان بعد أن يوفوه حقه,فانتبه من غفلتك,إنه والله الغبن والحرمان أن يخبرك ربك بخبر ليلة هذا فضلها,فلا تقضيها عابدا ولا لربك ساجدا .
|