رد: حديث الصائم // منازل الصائمين
...إلى متى هذه الغفلة والأيام راحلة, وإلى متى هذا التكاسل والشهور والسنون زائلة, ها نحن نقترب من توديع شهر رمضان , شهر الرحمات والمكرمات, ها نحن نقترب من توديع شهر الهدى والقرآن , بعد أن غمرنا بالبهجة والسرور والضياء,وعمتنا فيه بركات الأرض والسماء, نودعه ليرحل عنا حاملا إلى الله تعالى أعمالنا من ربح أو خسران, فاسأل معي ونحن نودع شهرالرحمة والغفران:هل غسلنا فيه أنا وأنت قلوبنا من الأوساخ والأدران,هل شغلنا فيه الأنفس بحمد الله العلي المنان ,هل حركنا الألسنة بالدعاء والذكر والتسبيح, هل نورنا بيوتنا وأضأنا فيها للتلاوة مصابيح,هل أمسكنا أنا وأنت عن المحرمات وتجنبنا الموبقات وكل فعل قبيح,هل غضضنا الطرف ومنعنا ألسنتنا من الغيبة والنميمة والتجريح, هل وقفنا خاشعين متبتلين وسجدنا تائبين طائعين لله رب العالمين,هل راعينا حق المحتاج وعزمنا على إخراج زكاة الفطر وتأديتها على الوجه الصحيح.آه ثم آه لو تعلم ما أعده الله لأهل منازل الصائمين من تحف الفضل وموائد الإكرام ومن جزاء للذين صاموا أحسن الصيام,وأذابوا أجسادهم بالعطش والسقام,وركعوا وسجدوا, ولله تعبدوا .
ما ولدته للتراب,وما جمعته إلى ذهاب, وما بنيته إلى خراب, وما عملته تلقاه في كتاب, وما صمته يجزيك به الله في يوم الحساب, فماذا سنقول أنا وأنت , ماذا سنقدم من الأعذار, كيف سنقف بين يدي الجليل القهار,ماذا سنقدم يوم تعرض أعمالنا على العزيز الجبار,يوم يخرج العبد من ترابه,ويسأل الخطيب عن خطابه,والفقيه عن محرابه,والصائم عن طعامه وشرابه, يوم يعاقب المجرم على جرمه ويحاسب التاجرعلى تجارته ويناقش العامل في عمله وإخلاص نيته,يوم يفرالوالد من ولده,ويعض الظالم على يده,ويفصل بين المشروف والشريف,ويتساوى القوي والضعيف ,ويوضع الميزان ويتجلى الواحد الديان,فمن ثقلت موازينه فهو في روضة الجنان, ومن خفت موازينه فهو في لهيب النيران. لم يبق لي ولك سوى ساعات معدودة ,وهاهي فرصة منزلة الصائمين لأهل التقوى ممدودة,وأوقاتها محدودة .فاللهم اجعلنا من أهلها وجملنا بسترها ودثرنا بفضلها واغمرنا بسناها وبنورها...آمين.
|