[align=justify]صديقتي الحبيبة نصيرة
كم أحببت هذا التسلل كما أسميته غاليتي - هو بلا شك - التسلل الذي أحبه منك وأقدره - فتسللي لتضخ الحياة بجنبات هذا المكان .. لتعود كما كانت - في السنوات الخوالي - يحتاجنا جميعاً...
مشكلة الإنسان منا يا صديقتي أنه كالأرض يحتاج لمطر أحبته باستمرار .. لا أحد من الأحبة يغادر .. لكن بعضنا يغادر بعضه.. نتحول إلى أجزاء .. شظايا.. جزء منا يموت مع كل موت ورحيل...
فكرت من قبل وتخيلت كثيراً - بتوجس - اليوم الذي سترحل فيه أمي - تخيلت برعب - لكن الحقيقة - صدقاً - أصعب وأقسى من كل تخيل وتوجس.. إنه بدء تفتت الذات..
الحقيقة أننا أضعف كثيراً مما نظن!..
هناك شيء لم أتحدث أو أكتب أو أظهره مطلقاً بخصوص شاعرنا الغالي طلعت - سهير فقط تعرف- وأبوح به للمرة الأولى هنا .. كنت أغضب وأستشيط من كل من يبدأ اسم طلعت بالمرحوم وهذه الكلمة كلما ترددت كانت تجعلني أهرب أياماً وأعجز عن دخول الموقع .. غريب أليس كذلك؟!!
إنه الرفض.. رفض الحقيقة الموجعة التي حلّت وتُختصر بلقب "مرحوم" ....
وفي النهاية لا نقول إلا ما يرضي الله سبحانه.. سبحان من قهر عباده بالموت .. والموت والحياة صنوان .. وإن عاد الجسد إلى التراب فالروح باقية بالتأكيد.
أحاول وسأستمر بالمحاولة إلى أن أنتصر على ضعفي يا صديقتي.. أعدك..
تقبلي أصدق آيات محبتي وتقديري[/align]