رد: رسالة إلى صديقة
اسمحا لي اقتحام عالم رسائلكما، فأُبادلكما بعضاً من أوجاع الإنسانيه، مداً حتى عقد ياسمين
يأمل أن يرسو بين أناملكما، ذات سلام
كثيراً ما قلبتُ صفحات الأمس، فلا أجد سوى أبجدية دامية، تركت بصماتها القاهرة بأعماقي
ليتجدد الحزن والمأسي، صفعات لا دواء لها، حيث لا فُسحة أملٍ، ولا حيّز تفاؤل وسط عالم ضج
بالأحداث والفواجع والكوارث، نعيش شيخوخة الحياة أوج ربيعنا، لننته عند حقول جرداء، عتمٌ
أُفُق سمواتها، عواصفٌ وحروبٌ طويلةُ الأمد، وعالم الشعر الذي قرأنا عنه أُذيبت بين مضاربه
تقاسيم الهناء، حيثُ تفرقت القلوب، وتواترت نفحاتُ العذاب تعذيبنا
عهد ابتداء الزوال نحيا، وافتتاحية على الضحايا وأرقام المفقودين صُحفنا، شعور جديد انتاب إنسانيتنا
اكتئابٌ يسبقه اكتئاب، ونفورٌ ما بعده نفور، حالة تأهب قصوى للعدوانية، وألوان سوداوية المدار
همومٌ،، تسول ابتسامات عند أرصفة الغرباء، ما عادت حياتُنا تشبه الحياة
وما عادت قهوتنا تنتظر الأحباب
انقطعت الصلات التي جمعت بيننا، وتلك المشاعر الدافئة، سكنتها الفوضى، كما تراكم أوراق الفصول
بانتظار هبوب ريحٍ تعصف بها،لِتُثيرها في الفضاء، لِترقُد من جديد بحالة ذهول
رسالتي تشوبها السوداوية، فإن. تسلل شُعاعٌ من بعضِ أملٍ من بين أنامِلكُما، لا تبخلا به
على الإنسانية
|