رد: الذكرى السنوية الرابعة لرحيل الشاعر طلعت سقيرق
كم هم الراحلون الذين يرحلون ولا يتركون بيننا سوى أصداء تتلاشى هنا وهناك
ها قد مرت أربع سنوات على فراقك أيها الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق وما زال مكانك أخضرا ونحن نمضي حاملين أثقال الحياة وأعباءها وما يحصل بها من حروب وتدمير على أكتافنا مخلفة الاحزان في قلوبنا .....
أربع سنوات مرت وما زلت أناديك بأنامل لا تعرف كيف تمسك بالقلم لتكتب كلمات تعبر عن الجرح الذي تسبب فيه موتك ....
أيها الميت الحي ، الغائب الحاضر ، فأنت البعيد القريب .... بالأمس كنت بيننا ورحلت دون سابق انذار ... دون أن تودعنا وتقول لنا أنك راحل ولن تعود ... ولكن لن أنسى انك اخر شخص كلمته من الطائرة وكنت تنصحني كالأب والأخ الكبير تغدقني بالنصائح ووعدتك بأشياء ولكن بعد رحيلك لم أستطع أن أنفذها لأن فراقك وفراق أختي كسر ظهري وجعلني يائسة من الحياة ....
أربع سنوات ما زال صوتك في أذني ولن أنسى .... فطريقتك في الكلام والإلقاء كان يجعل أي شيء شعرا !! .... وكل من كان يظهر على وجه الأرض من أزهار الشعر أو الكتابة يلجأ اليك لتوجهه وتمنحه من علمك وثقافتك ليصبح شاعرا" كما يتمنى
من يعرف طلعت سقيرق من الصعب ألا يؤلمه رحيله ومن الصعب أن ينساه ! ...
فقبل أن يكون طلعت شاعرا" في كتابة الشعر كان شاعرا" عربيا" فلسطينيا" إنسانيا" في شعره وفي جميع مواقفه من القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية .. فكلنا أحبه واعتبره رمز للقضية الفلسطينية وللقضايا العربية فرحيله خسارة لن تعوض للوطن وللأمة وللقضية وللشعر العربي الإنساني
أربع سنوات أيها الغالي فقدناك كجسم وروح بيننا ولكن لم نفقد سيرتك الطيبة فكم من أناس تسير على الأرض بلا سيرة ولا سريرة إنهم كإعجاز نخل خاوية !!!! أنت عنوان لكل شيء دينا" وخلقا" وعلما" تقف الذاكرة أسيرة من أين تبدأ والى أين تنتهي ... لقد تركت رصيدا" لا ينضب من محبة الناس وذكرى طيبة تتوارثها الأجيال
أربع سنوات مرت على رحيلك وكأنها أربع أيام بالأمس كنت بيننا أيها الفارس الذي ترجل عن صهوة الحياة ممتطيا" صهوة الموت بكبرياء صابرا" على ما أصابك من مرض ومن غير ميعاد
أربع سنوات مرت وان خبى نبضك وغاب جسدك ما زلنا نذكرك وتنعاك الطيور و أشجار الزيتون في كل فلسطين ... وتشتاق لك ياسمين الشام .... ويبكيك الطيبون الذين عرفت .....
هل حقا"رحل الشاعر الغالي طلعت سقيرق ؟ نعم هكذا قالوا وهكذا نعوه ولكن طلعت حي لايموت شأن كل الشعراء الحقيقيين فهم لا يموتون لأن شعرهم يخلدهم وهم منذ اقترفوا القصيدة منذورون للبقاء
فالشاعر طلعت سقيرق لم يفتش يوما" عن بؤرة الشهرة عند كل شعاع شمس ...
كان يقول دائما" انقطاع الشعر انقطاعا" للحياة واختناقا" فطلعت وطن تجلى في شاعر ولم يكن شاعرا" يقف به الشعر عند نقطة معينة وينحجر عندها بل كان دائما" مبدعا" خلاقا"متطورا"
أربع سنوات مرت على رحيلك ... وروحك ترفرف بيننا ولك في القلب ذكرى وفي العين دمعة
أربع سنوات مرت وتمر الأيام وتنقضي السنون وذكراك في القلب باقية
لما دعوت الصبر بعدكم والأسى أجاب الأسى طوعا" ولم يجب الصبر فإن ينقطع منكم الرجاء فإنه سيبقى عليكم الحزن ما بقي الدهر فإلى جنان الخلد يا شاعرنا الحبيب
اللهم ارحم من اشتاقت لهم أنفسنا وهم تحت التراب وتحت رحمتك
|