رد: الذكرى السنوية الرابعة لرحيل الشاعر طلعت سقيرق
الذكرى السنوية حرام وكلام بكلام ، لا داع لخلق يوم نتذكر فيه الأشخاص المقربين منا لأنهم سيبقون قربنا كل يوم وليس ليوم واحد . فلسفة نفسي وبرمجتها على ذلك وبنيت عليها ما سيكون وجعلت من شهر أكتوبر شهر العمل بامتياز أجلت كل اجتماعاتي ومناقشاتي واي دراسة كانت لشهر أكتوبر.
لكني ،، صرت اراه فوق أورقي وبين السطور، في وجوه المجتمعين وعلى صفحات الدراسات يأخذ بيدي ، يطل بوجهه منيرا امامي، أدير ظهري علي لا أراه ..يربت على كتفي ويضحك ، أغمض عيني يزداد ضحكا وقهقهة مني علي يناديني يا بنت مش حابة تشوفيني أخبره أن لاااا فأنا احاول النسيان .. يضحك... أبكي .
جامعتي كانت قريبة من مجلة صوت فلسطين وقد طلبت صديقاتي مني ان اعرفهن على والدي وذهبنا . أذكر أن مكتبه كان كما دائما مكتظا بالناس كان هناك أديب طلب من والدي ان يكتب له مقدمة كتابه وشخصان جاءا للتعرف عليه والحديث معه فقط وسواهم اصدقائه الكتاب الذين كان مكتب والدي ملتقاهم كل يومين أو ثلاثة يتناقلون فيه اخبار الأدب يتناقشون وكثيرا ما يثورون ويغضبون ثم يضحكون ، شعرت وصديقاتي بالارتباك من الحشد وربما لاحظ ابي ذلك ، قام وسار الينا مرحبا بنا بحرارة عند الباب وقد أخذ بيدي ثم وضع يده على كتفي معانقا هذي سهير الا تذكرونها لأصحابه صارت بالجامعه وستكون محامية كبيرة والانسات صاحباتها وبدأ يسال كل واحدة عن اسمها ويرحب بها - اهلا وسهلا عمو - ثم طلب من الساعي ان يزيد عدد الكراسي في المكتب وسالنا عما نريد ان نشرب شاي او قهوة وجلسنا ، راقبته وهو جالس وراء مكتبه يعير الكل اهتماما دون انكار لأحد من شاب حديث التخرج الى أديب كبير ، يعرف هذا بذاك ويبني اواصر الود والمحبة بين الكل دون أن ينسى ابتسامته للجميع وأنا جالسة قبالتهم مع صديقاتي نراقب باهتمام ، ادير وجهي اليهن بين الحين والآخر فاجدهن مشدوهات بما يحدث ويدير والدي وجهه الينا بين الحين والآخر موجها الحديث لنا ليس كطالبات لم يتممن التاسعة عشر من عمرهن بل كأعضاء فاعلين في المجتمع أو أناس صنعوا شيئا قديرا كبيرا، كثيرا ما تساءلت حينها ما هو ؟.
والدي طلعت سقيرق علمتني وأردت أن لا افخر بنسبي وبانك ابي وان أجعل الناس تحترمني لذاتي فقط ، اعذرني والدي الغالي فقد كنت ....وما زلت كل فخري.
|