رد: إلى الأديبة جنات بو منجل
[align=justify]
الأديبة الغالاية جنة
الغالية جنة
عمرنا يشبه قطارا يتوقف في كثير من المحطات ، في كل محطة قد نجد وجها واحدا يستوقفنا ، وقد لا نجد ..نمد السطور على جسد الروح كي ننهض قليلا من صباحنا الندي ، أو ليلنا الحالم .. أتدرين جاءت رسالتك لتنقر على باب العمر مثل أسطورة تجعل العالم كله ينهض ليكون في حضرتها .. كم من حقول الورد فيك حتى تكون قامتك على هذا الشكل من الوقوف الذي يشبه وقوف المطر في حر الصيف .. شكرا لأنك تحملين من العطاء ما يستطيع أن يكون عالما كامل الملامح .. تساءلت منذ اللحظة الأولى عن سرك الناهض حبقا يكاد يسيج الدروب كلها بالعطر .. وتمنيت ، بكل الصدق تمنيت ، أن تقف قصيدتي ذات يوم على بابك لتزداد جمالا وسموا وكمالا .. تمنيت وأقولها دون رتوش يا سيدتي أن تنزلي من عالم الخيال الذي رأيتك فيه إلى عالم المدرك ، كي تستطيع الكلمات أن تنحني في حضرتك مصرة على انك ملكة الكلام وسيدة الصور وفواصل الروح ..
ربما علي أن اشكر لحظة اشتعال الرسائل كونها وضعتني أمام فيضان من السحر لا يقاوم .. أين كنت تخبئين كل هذه الكنوز ، وكيف استطعت أن تمنعي انطلاقها على هذا الشكل الأخاذ كل هذا الوقت .. قيل ، ولا فخر يا سيدتي أنني أمير الكلام ، وهاأنا أقف أمام مفرداتك حائرا تائها أبحث عن تعبير يناسب ما تجيئين به من سحر ن فلا أجد .. لك وحدك أسلم الإمارة ومفاتيحها في وقت رأيت كم هي اللغة مدهشة حين تلامسها أصابعك فتطير دون جناح ن وتحلق في السماء دون حدود ..
وفي لحظة احتراق أصابعي تكتشفين حزني ، تكتشفين أنني أوثر الصمت حين يصير اللغو سيد الموقف .. وتأتى كلماتك لتقول لي انهض فمثلك حري بح أن يقول ويقول .. كأنك الميلاد والصباح والأمل .. لأجلك اشعر أن علي أعود من صمتي مشرعا فرحي ونهاري ودفء كلماتي ، مسقطا من حساب الزمن ما علق على عجلات العربة من غيار .. جنة يحق لي أن أقدم ألف وردة شكر على انك جنة في جنات ، ويحق لك أن تفخري حين يتوجك الجميع ملكة لرقي العطاء وذهب الجمال في كل شيء .. دعيني أقدم لك خبي وشكري وتقديري وشديد اعتزازي بصديقة ولا أروع ...
طلعت سقيرق
27/5/2003
[/align]
|