أفق أيها العقل//محمد خويطي
أَفِقْ أيُّهَا العَقلُ الصَّريعُ مـــــــن السُّكْرِ
فَقَدْ جَدَّ مَا يُخْزِي.. وَضَـاقَ بِهِ صَدْرِي
أَفِقْ أَيَّهَا العَقْلُ الصَّرِيــــعُ..تَرَى الدُّنَا
تَدُورُ رَحَـــــاهَا بِالفَوَاجِـــــعِ وَالـــغَدْرِ
تَرَى الظُّلْمَ مَحْمُــــــودًا.. يُبَــارَكُ أَهْلُهُ
تَـــرَى الخَيرَ مَعْدُودًا سَفَاهًا مِنَ الشَّرِ
وَأَشْرَفَ مَن فِي الأرْضِ مَنْ بَاعَ دِينَهُ
وأَوْضَعَهُمْ شَأْناً أَخا الــــــدِّينِ وَالفِكْرِ
تَرَى الذِّئْبَ يَرْعَى الشَّاةَ..فَهْوَ أَمِينُها
عجيبٌ !! وَتَدْري أَنَّهُ مَنْبتُ المَكْرٍ !
تَرَى مَنْ تَوَلَّى الحُكْـــــمَ يَعْبُدُ عَرْشَهُ
وَيَعْبُدُهُ أَخْـــــــزَى اللِّئَامِ بِــــــلَا أَجْرِ
تَرَى الحُرَّ مَسْجُوناً وَمَـــــا ثَـمَّ تُهْمَةٌ
سِوَى أَنَّــــهُ جِنْسُ الفَضِيلَة والطُّهْرٍ
تـــــرى أَمَة الإِسْلامِ يُنهش عرضُها
وَطِفْلا صَغِيرا عَجَّلُوهُ إِلَـــــــى القَبْرِ
يُعَيَّرُ بِالإِرْهَــــــــابِ نَـــــــاصِرُ دِيِنِهِ
وَيٌمْدَحُ مَن يَسْعَى إِلى الفِسْقِ وَالكُفْرِ
أَفِقْ كَيْ تَرَى تِلْكَ الحُصُونَ التِّي بَنَى
ذَوُو العَزْمِ تَهْوِي فِي يَدِ الفُحْشِ وَالعُهْرِ
تَرَى أُمَّةَ الخِنْزِيرِ تَرْفُلُ فِـــــــي الثَّرَا
وَأُمَّتَنَــــا تَحْـــــتَ المَـــــــذَلَّةِ وَالقَهْرِ
وَكُنَّا أُسُودًا نَــصْرَعُ الأُسْدَ في الوَغَى
وَنَحْمِى حِمَى الإٍسْلَامِ بِالقَتْلِ وَالأَسْرِ
وَنَسْقِي العَوَالِي مِن مُــــرَاقِ دِمَائِهِمْ
وَنُطْعِمُهَا مِنْ غَــــائِرِ الطَّعْنِ والكَسْرِ
وَنَرْكَبُ ظَهْرَ الـــــــرَّاكِبَاتِ ظُهُورَهُمْ
وَنَخْلَعُ أَلْبَــــــــاباً تَسَتَّرُ فِـــي الصَّدْرِ
فَصِرْنَا، وَقَدْ كُنَّــــــا رٌؤوســــاً، أَذِلَّةً
وَصاروا، وقد كانوا ذٌيولاً، أُلِي الأَمْرِ