16 / 11 / 2015, 57 : 08 PM
|
رقم المشاركة : [6]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: صديقتي، صديقتي، صديقتي،
[align=justify]نصيرة يا صديقتي
كم تشوقت أن ألتقيك على صفحات صداقتنا.. كم تشوقت لقراءة كلماتك.. كم وكم تشوقت أن أكتب لك من جديد ...
بين الغروب والغروب تشوقت أن أعثر على وجه هدى وأن أجد القلم الذي ما كان يفارق أصابعي.. أن أخرج من شرنقة المتاهة التي اختنقت داخلها...
نعم يا صديقتي..
الحزن عصفور جريح وجدران نفسي تبدو قفصاً يختبئ داخله عصفوري مكسور الجناحين...
في كل يوم أسأل حزني عن دمعي متى يجف فيسخر مني ويزمجر عاصفاً - وتمر الأيام - تمر الأيام وأنا ظمأى للمسة من أصابع أمي تعيد لي توازني وابتسامة طلعت تعيد لي الأمل ، هل بالغت في حزني واستسلامي؟!
أشعر بالبرد والخوف والظمأ!..
مشكلتي يا صديقتي أن الطفلة في داخلي لم تتعلم كيف تكبر وتسير في الدروب الشائكة وسط كل هذه الأشباح المخيفة.. أن تتجرع كل كؤوس الصدمات من حولنا وتبقى متوازنة..
طاقات الأمل كلها أغلقت وأنا لا أجيد المسير بلا أمل
اشتداد هذا الظلام وقهقة الظلم وانتصاره على الضعفاء وتشويه وجه ديني وتسطيح عقيدتي ومسخ عروبتي أفقدني الثقة بالحياة..
أعترف وأقر أني يائسة .. قطع اللحم البشري المتناثرة ورائحة الدم دون بقعة ضوء تلوح في الأفق جعلني أفقد الرغبة في الحياة والاستمرار..
العروبة التي أفهمها.. الدين المختطف .. سقوط الأقنعة عن كثير من الوجوه وهي ترقص مصفقة هاتفة للظلم فوق أشلاء الأبرياء!!..
سقوط الإنسانية وانهيارها يا صديقتي في هذا الزمن ليس حدثاً .. إنه فاجعة الفواجع.. زلزال مدمر.. دمار شامل....
نور الأدب الذي انفضوا عنه فارضين الظلم والجحود..نور الأدب الذي قهرني بعضهم بجعله يشبههم ولا يشبهني.. يشبه الظلم ويناصر الظالم على المظلوم، حين قرأت فيه ذات ليل دامس على صفحات الوطن كل ما لا أحب ولا أؤمن ورأيته يرصف أحياناً بجماجم الأطفال.. الديكتاتورية هنا أيضاً قهقت كثيراً.. والسفاحون يجدون مناصرين مخدوعون وخادعون يفرضون أكاذيب الطغيان فوق جراحي..
أنا حقاً أضعف من السير وسط كل هذا يا صديقتي.. أعاصير من الظلم والزيف والجنون لا يقوى العصفور الجريح في التصدي لها!..
كيف أتحول لشيطان أخرس وأنا في داخلي قلب طفل ساذج البراءة؟!
أحتاج صداقتك يا صديقتي أكثر من أي يوم مضى.. أحتاج مساعدتي بإعادة نور الأدب إلى نور الأدب.. بالانتصار للحق والعدل والخير والجمال - نثراً وشعراً–ومقالة ودراسة -قيم ومبادئ .. لإعادة حرث الأرض وغرس أزهار حديقة إنسانية تنتصر للإنسانوتعيد إعلاء شأن الضمير العربي ..
هل تساعديني يا صديقتي على غرس بذور الإنسانية من جديد؟!
هاتي يدك إلى يدي يا صديقتي فصقيع روحي يحتاج الكثير من الدفء والإيمان..
أحبك نصيرتي فامنحيني بعضاً من التفاؤل
صديقتك هدى[/align]
|
|
|
|