مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: حوار مفتوح مع الأستاذة بوران شمّا
[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/8.gif');"][cell="filter:;"][align=right]
يا ذات القلب الصافي ، لا حاجة بك أن تسأليني
ماهي تلك الموسيقى القوية التي في الروح!
ما هو ، وأين يوجد
هذا الضوء .. وهذا الضباب البديع المضيء ;
هذه القوة الجميلة باعثة الجمال،
انه الفرح ، أيتها السيدة الفاضلة ! الفرح الذي لم يمنح قط
إلا للطاهرين في أطهر ساعاتهم ،
إنه الحياة في أطهر ساعاتها ; انه الحياة ، وفيض الحياة ، انه السحابة والمطر في آن.
الفرح أيتها السيدة . هو الروح وهو القوة
التي تمهرنا بها الحياة عند اندماجنا فيها ;
أرض جديدة وسماء جديدة للمعطاء،
لا يحلم بهما الأناني والمتكبر .
الفرح هو الصوت العذب ، الفرح هو السحابة المضيئة;
نحن نفرح في أعماقنا :
ومن هناك يفيض كل ما يسحر الأذن والبصر ،
وكل الأنغام .. أصداء لذلك الصوت
وكل الألوان ذوب من ذلك النور .
( صمويل بتلر كولردج " مقاطع من قصيدة الانقباض" )
ضيفتنا في الصالون الأدبي الأستاذة بوران شما
إنسانة.. إنسانة جداً.. عربية فلسطينية حتى نخاع العظم..
مناضلة من لون آخر من ألوان النضال.. والنضال أنواع وباقة متكاملة كل فرعٍ فيها يكمل الآخر.. جهاد ونضال لا يقل عن دور البندقية..
بطلة من أبطال " الموسوعة الفلسطينية " كرست سنوات عمرها وشبابها لهذا الهدف السامي من أجل توثيق فلسطين بمدنها وقراها وكل ما فيها حتى نسيت مع سنوات الجهاد الطويلة ذاتها وعاشت لهذا الهدف ضمن خلية من العمالقة الذين حملوا هم توثيق فلسطين أمام سيل التزييف والمحو والتزوير الذي يساند عصابة قراصنة الصهاينة ويشارك ويصفق لهم عالم يسمي نفسه متحضراً.. حضارة استنزاف الشعوب وسرقة الأوطان..
شابة نسيت ذاتها تماماً.. نسيت أن تقف أمام المرآة وتحلم كما تحلم الصبايا بالعريس والبيت والأولاد.. هدفها كان أكبر من أهداف من في مثل عمرها..
مرآتها كانت أرض فلسطين وترابها الذي يغتصب ويزيف ويئن تحت أقدام المعتدين وعرق جد روى ذلك التراب ودمعة أب أفجعته نكبته بوطنه وبيت هناك في مدينة صفد ما زال عند كل غروب شمس ينتظر عودة الأبناء..
ضيفتنا بطلة شامخة فلسطينية..
لم تتوقف عن التضحية وبذل النفس، وبعد سنوات طويلة كان قد مات فيها الأب الروحي لهذا العمل صدر القرار الجائر بالتوقف عن العمل، وخصوصاً لمن مثلها وهبت حياتها بكل ما فيها لهذا العمل!
وتفرق الجمع..
ولكن هل لأصحاب القيّم والمبادئ والنفوس النقية التوقف عن تقديم وبذل التضحيات؟!
انتقلت من العمل في الموسوعة ففتحت مدرسة تعلم فيها الأطفال وتحتضن برعايتها الأطفال المصابين بمرض السرطان.
كثير من الناس في كل زمن يعيشون لأنفسهم وقلة نادرة مثل ضيفتنا أينما حلوا وكيفما توجهوا إنما ليبذروا العطاء ويزرعون الأمل و كالشجرة المعطاء التي تهب الناس ثمارها وكالينابيع التي تتدفق لتروي عطش الأرض وتداوي جراحها هي ضيفتنا.
يقول فيكتور هيغو في آخر القصيدة الثامنة من الكتاب الثالث من مجموعته الشعرية: " التأملات / Les Contemplations "
" تأمّل. فإن كل شيء ينضح بالنور
ومن رأى الحقيقة ، يعني أنه وجد الفضيلة.
ومن يقرأ العالم جيداً ، يقرأ الحياة جيداً .
فالكون هو الكتاب الذي لا كذب فيه ولا انحراف .
وهو الذي تفوح كلماته المقدسة بالبخور... "" (86).
قدمت لنا الأستاذة بوران نفسها وسيرتها الذاتية كما يلي:
بوران مصباح شما من أهالي صفد الحبيبة – فلسطين مواليد دمشق 24/8/1952درست في مدارس وكالة الغوث في المرحلتين الابتدائية والإعدادية وحصلت على شهادة الإعدادية عام 1967, ثم حصلت على شهادة الدراسة الثانوية عام1970 (الفرع العلمي) وكنت أنوى الالتحاق بجامعة دمشق قسم اللغة الانكليزية أو كلية التجارة ولكن ظروف عائلية قاهرة حالت دون ذلك , فانخرطت في مجال العمل منذ أيلول 1970 فعملت معلمة في مدارس وكالة الغوث حتى عام 1973وعندما صدر قرار تثبيتي في مدارس وكالة الغوث في محافظة بعيدة عن دمشق , لم يلق هذاالقرار التأييد من الأهل , فتركت العمل في التدريس وبعدها مباشرة التحقت بالعمل في دائرة الشؤون التربوية والثقافية في منظمة التحرير الفلسطينية (حاليا دائرة التربيةوالتعليم العالي) فعملت فيها حتى نهاية العام 1975, ولما كان مدير الدائرة المرحوم أحمد المرعشلي يعمل على تحقيق وتنفيذ فكرة الموسوعة الفلسطينية , ولما وجده في عملي من جد ونشاط وتفاني وسرية بالعمل, طلب مني الاستقالة من الدائرة والتفرغ للعمل في هيئة الموسوعة الفلسطينية وهي هيئة مستقلة مادياً وإدارياً عن الدائرة , فوافقت مباشرة وعملت منذ مطلع العام 1976في هيئة الموسوعة الفلسطينية وتم استئجار مكتب خاص للموسوعة وبدأنا العمل فقط رئيس مجلس الإدارة الأستاذ المرعشلي ورئيس التحرير ورئيس قسم ومحاسب وأنا، عملت مباشرة كأمينة سر مجلس إدارة هيئة الموسوعة الفلسطينية. وباشرنا العمل ويملأنا الإيمان الصادق والحماس لإصدار الموسوعة والعمل على تنفيذ خطتها العلمية , بإصدار(القسم الأول الهجائي , والقسم الثاني الدراسات الموسعةالتحليلية , والقسم الثالث الذي يضم الصور والخرائط والملاحق والوثائق والإحصائيات والفهارس, وأخيراً العمل على ترجمة الموسوعة إلى اللغة الانكليزية والى لغات أخرى) . وتوسع العمل وكثر عدد العاملين في الموسوعة وتمَ تكليف الباحثين المشاركين بالكتابة وتمَ تعيين محررين لأبواب الموسوعة: الأرض, الشعب والحضارة , والقضية . وبدت مكاتب الموسوعة كخلية النحل نعمل وبدوامين ليلاً ونهاراً , وكنت أسافر إلى حيث تنعقداجتماعات مجلس الإدارة والمجلس الاستشاري لضبط الاجتماعات .ومنذ بداية العمل , ولرغبتي الشديدة والأكيدة في متابعة دراستي الجامعية وبتشجيع من مديري وأهلي سجلت بجامعة بيروت العربية (كلية التجارة) عام 1976 , وقصتي مع الجامعة طويلة ومتعبة , فبسبب الأحداث الدامية في لبنان في ذلك الوقت, قدمت امتحانات السنةالأولى في مدينة الإسكندرية بمصر, صيف عام 1976وترفعت إلى السنة الثانية بحمد الله, وتوالت السنوات وكنت أقدم امتحاناتي في السنوات الثانية والثالثة والرابعة في بيروت ولكن بظروف أمنية سيئة للغاية حتى سنة التخرج قدمت امتحاناتها في الجامعة الأردنيةبعمان , إلى أن تخرجت من الجامعة عام 1983 (كلية التجارة – قسم إدارة أعمال) والحقيقة أن تأخري بالتخرج كان بسبب ظروف العمل الصعبة التي كانت تأخذ كل الوقت إضافة إلى ظروف الحرب في لبنان ولكن لله الحمد أخيراً تخرجت صيف عام 1983 وكانت فرحتي كبيرة وتلتها فرحة أخرى هي صدور القسم الأول من الموسوعة عام 1984 بمجلداتهالأربعة وكان في ذلك الوقت عملاً موسوعياً ضخماً وهو الأول في الوطن العربي.
تابعنامباشرة العمل في القسم الثاني من الموسوعة وهو الدراسات التحليلية الموسعة , ولكن وللأسف الشديد , فقدنا عميد أسرةالموسوعة ومؤسسها المرحوم المرعشلي , وكان لوفاته أسوأ الأثر على جميع من عمل بالموسوعة , وأخص نفسي بذلك, فقد كان الأب والأخ والصديق والمرشد والداعم لي في حياتي العملية والدراسية , وقد شرحت عن المشاعرالمأساويةالتي عشناها اثر وفاته, ورغم ذلك , وإكراما لذكراه ورغبته في الاستمرار بهذا العمل الضخم والرائع , تابعنا العمل وقد تسلم الدكتور أنيس صايغ رئاسة مجلس الإدارة إضافة إلى عمله كرئيس للتحرير , ولا ننكر فضله الكبير في دعم العمل والعاملين في الموسوعة , ولكن بحكم إقامته في بيروت تم فتح مكتب للموسوعة هناك اختص بالتحرير والتأليف , وبقي مكتب دمشق للإدارة . واستمر العمل حثيثا حتى صدور القسم الثاني من الموسوعة بمجلداته الستة الرائعة والفهرس عام 1990 .واثرصدور القسم الثاني مباشرة تابعنا العمل في القسم الثالث وبدأنا التحضير بإعدادالوثائق الفلسطينية , وعندها حصل مالم يكن بالحسبان , وللأسف الشديد حصلت المشكلة مع منظمة التحرير الفلسطينية حول خطأ ورد في المجلد الرابع في بضع كلمات , ورغم قيام هيئة الموسوعة بتصحيح الخطأ إلا أنه صدر القرار بوقف العمل في الموسوعةالفلسطينية وباءت كل المحاولات الرسمية والفردية لاحتواء هذه الأزمة بالفشل . واضطر الدكتور صايغ لتقديم استقالته إلى المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم , ولحق به كل العاملين في الموسوعة فقدموا استقالاتهم له .
تركت العمل في هيئة الموسوعة الفلسطينية , وبإمكانياتي المادية المحدودة قررت أن أقوم بمشروع خاص بي , وبعد تفكير طويل ومداولات مع الأهل والأصدقاء ارتأيت أن أفتح مدرسةصغيرة (روضة أطفال خاصة ) وبدعم من والدي رحمه الله ومن الأصدقاء والمعارف وبتأييد وتوفيق رب العالمين وفقني الله وحصلت على ترخيص بفتح الروضة , كانت صغيرة وما زالت , ولكن ولله الحمد حققت نجاحاً وسمعة جيدة في مجال التربية والتعليم وقد أسميتها باسمي (روضة بوران الخاصة) وبدأت العمل للعام الدراسي 1991/1992 وما زلت مستمرة حتى الآن في عملي في إدارة المدرسة . وكان هذا المشروع تربوياً وتعليمياً واجتماعياً ناجحاًولله الحمد . إضافة إلى عملي في الروضة فأنا أحاول أن أقدم خدماتي ومشاركاتي في أي جمعية خيرية فيها الفائدة لأبناء هذا الوطن , وأهمها جمعية " بسمة لرعاية الأطفال المصابين بمرض السرطان " فأحاول دعمها مادياً ومعنوياً قدر المستطاع .لا أخفي عليك سيدة هدى أن هذا الضغط في العمل إن كان في الموسوعة أو في الروضة أو ماقدمته لأسرتي من تضحيات أفتخر بها , كل ذلك جعلني لا أفكر بنفسي وبحياتي الخاصة وكانت هي الهم الأخير , فبقيت عازبة , وأنا سعيدة ولله الحمد وأفخر بكل ماقدمته في حياتي العملية وحياتي الأسرية . وكل من يراني يستغرب ويقول "معقول لم تتزوجي" فأرد وأقول إنها القسمة والنصيب وهي فعلا كذلك .
كان لي نشاطات من زمان أيام الصبا والشباب كالرياضة والسباحة ولاأخفي عليك أحب السفر كثيراً ولكن أينما سافرت أحب العودة إلى دمشق الحبيبة التي ولدت وعشت طفولتي وصباي فيها , ولكن لهفتي وحنيني وشوقي لا أخفيه على أحد هو إلى أرض فلسطين الحبيبة والى صفد الغالية وأمل العودة إلى ديار آبائي وأجدادي .
***
نستضيف الأستاذة بوران شمّا في الصالون الأدبي أسبوعاً كاملاً نتحاور معها جميعناً ويسألها ويحاورها كل واحد منّا كما هي العادة في الصالون الأدبي، ونعرف منها كل ما نود معرفته عن هذه الإنسانة الرائعة وعن الموسوعة الفلسطينية التي قدمت لها مختارة سنوات عمرها وشبابها قرباناً، حتى نتمكن لاحقاً بإذن الله في نور الأدب بالعمل معها على استكمال الموسوعة وترجمتها.
أهلاً وسهلاً بك أستاذة بوران ضيفة عزيزة في صالوننا الأدبي
اختيارك منذ البدء أمينة السر للموسوعة الفلسطينية لا شك أنه دليل ثقة كبيرة بك من الدكتور مرعشلي كنت بالتأكيد تستحقينها وجديرة بها، ولكن في البداية هل تهيبت الأمر وكيف كان تفاعلك مع هذا الاختيار لمثل هذا العمل الوطني الموسوعي الكبير؟؟
بشكل عام لاحظت في عائلتكم ما شاء الله وتيرة الوطنية عالية جداً بالإضافة إلى النقاء الإنساني النادر، هل كان لوالدك رحمة الله عليه فضل في غرس هذه القيم الوطنية؟ وبالمناسبة لفت نظري أن والدك اسمه مصباح ووالدي نور ( رحمهما الله ) وأقصد صدفة التشابه في معنى الاسم، ليتك تحدثينا قليلاً إن أمكن عن الوالد وذاكرته عن فلسطين ونكبتها بشكل مختصر حتى لا نثقل عليك.
سأكتفي الآن بهذه الأسئلة وأترك المجال للزميلات والزملاء أعضاء منتديات نور الأدب بتوجيه أسئلتهم لك ومحاورتك، ولي عودة لاحقاً بإذن الله.
[/align][/cell][/table1][/align]
|