عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 08 / 2008, 35 : 01 PM   رقم المشاركة : [5]
بوران شما
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني


 الصورة الرمزية بوران شما
 





بوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond repute

رد: حوار مفتوح مع الأستاذة بوران شمّا

العزيزة الغالية الأستاذة هدى الخطيب المحترمة

كثير من الأحيان يقف الإنسان عاجزا أمام فيض المشاعر الجميلة والراقية, وهذا ماحصل معي , ولكن لم أستطع أن أمنع دموعي فانهمرت لوحدها فهي التي عبرت عن مدى سعادتي وفرحي بهذه المعايدة الرائعة التي تفيض حبا وصدقا ووفاءا . كل ماأستطيع أن أقوله أشكرك, أشكرك من كل قلبي ياغالية , ويا صديقة صادقة إلى الأبد .

كما أتوجه إليك بجزيل الشكر والامتنان على تكريمي بهذا اللقاء الجميل الذي أتمنى أن يكون صادقا وممتعا ومفيدا .
والشكر موصول لك على مقدمة الحوار الرائعة وعلى تلك الصفات التي أسبغتيها عليَ وأرجو أن أكون مستحقة لها . والآن اسمحي لي أن أبدأ بالرد على مداخلاتك الجميلة والرائعة , وأرجو أن أوفق في ذلك .

1) اختيارك منذ البدء أمينة السر للموسوعة الفلسطينية لاشك أنه دليل ثقة كبيرة لك من د. مرعشلي وكنت بلا أدنى شك تستحقينها وجديرة بها. ولكن في البداية هل تهيبت الأمر وكيف كان تفاعلك مع هذا الاختيار ولمثل هذا العمل الوطني الموسوعي الكبير؟؟

كنت قد عملت مع الأستاذ مرعشلي في دائرة التربية بمنظمة التحرير الفلسطينية وكان قد اختبرني – على مايبدو- في هذه الفترة , وعندما اختارني للعمل معه في الموسوعة الفلسطينية قال لي حرفيا: إني أثق بك ثقة كبيرة , كما أثق بإمكانياتك العالية وبحبك وإخلاصك للعمل وقد اختبرت محافظتك على سرية العمل لذا أنا أرى أنك جديرة بتسميتك أمينة سر مجلس إدارة الموسوعة . لاشك أنني تهيبت الموقف والاختيار لهذا العمل , ولكنني كنت متأكدة بأنه يجب تخطي كل الصعاب والعقبات من أجل تحقيق طموحاتنا بإصدار الموسوعة الفلسطينية . واتبعت القول الشهير:
تنبه في سيرك حتى لاتغدو كالغريق وتبين دربك حتى لاتضيع في الطريق
وهذا مااتبعته ولله الحمد, فقد بذلت جهودا مضاعفة وأكثر من مضاعفة , و كنت متنبهة , يقظة, في كل أعمالي , وحذرة من أن أقع في أي خطأ, وكرست كل نفسي ووقتي لعملي لأكون على قدر الثقة والمسؤولية . ولابد لي أن أذكر الفضل لكل من:
الأستاذ المرعشلي رحمه الله ودعمه المتواصل لي دعما لن أنساه ماحييت , كان رئيسي في العمل, ولكنه كان في نفس الوقت المعلم والموجه .وأذكر دعم الأهل لي وأخص الوالد والوالدة رحمهما الله فقد كانا يشجعاني ويدعماني في عملي الشاق ويمسحان عني التعب والمشقة في آخر النهار , فقد كنت أعمل مالا يقل عن اثني عشرة ساعة وبدوامين صباحا ومساء .
أما الأهم : فهو حبي الشديد اللامتناهي لعملي هذا وتعلقي به , فهو ليس كأي عمل أو وظيفة عادية , فحبي لعملي نابع من حبي لفلسطين الحبيبة ورغبتنا الأكيدة في إصدار الموسوعة الفلسطينية لتظهر للعالم وتثبت حقنا في فلسطين وتدحض الأكاذيب والمزاعم الصهيونية , فهو مشروع وطني وقومي وحضاري كبير , إضافة إلى أنه أول عمل موسوعي عربي كبير.

ولا اخفي عليك سعادتي ياأستاذة هدى , عندما صدر القسم الأول من الموسوعة ووضعت قوائم بأسماء القائمين عليها , وقرر مجلس الإدارة وضع قائمة بأسماء كبار العاملين في الموسوعة الفلسطينية تقديرا لجهودهم الكبيرة وكان اسمي بينهم فقد تلقيت أكبر مكافأة لي في حياتي وكانت أكبر بكثير مما كنت أتوقع ولله الحمد .

2) بشكل عام لاحظت في عائلتكم ماشاء الله وتيرة الوطنية عالية جدا بالإضافة إلى النقاء الإنساني النادر, هل كان لوالدك رحمة الله عليه فضل في غرس هذه القيم الوطنية؟ وبالمناسبة لفت نظري أن والدك اسمه مصباح ووالدي اسمه نور (رحمهما الله) وأقصد صدفة التشابه في معنى الاسم , ليتك تحدثينا قليلا إن أمكن عن الوالد ذاكرته عن فلسطين ونكبتها بشكل مختصر حتى لانثقل عليك .

أشكرك جزيل الشكر , وأظن ياأستاذة هدى أن وتيرة الوطنية هي عالية جدا ولله الحمد عند معظم العائلات الفلسطينية المنكوبة والمهجرة عن أراضيها عنوة , وهذا الشيء الطبيعي . فحب الوطن والالتصاق به رغم البعد عنه والإحساس بالانتماء إليه هو شعور فطري غريزي عند كل الكائنات , فكيف بالمحرومين منه . وإن كان حب الوطن فطرة إلا إن التعبير عنه اكتساب وتعلم ومهارة وهذا فعلا مااكتسبناه وتعلمناه نحن من الأهل . وهذا فعلا ماغرسه فينا الوالد – رحمه الله- فقد كان يردد دائما وهو يبكي :
العين بعد فراقها الوطنا لاساكنا ألفت ولا سكنا
كانت عواطفه جياشة وهو يحدثنا في كل جلسة وفي كل مناسبة عن عائلتنا وأهلنا وعن بيتنا في صفد بأدق التفاصيل عن الغرف توزيعها وساكنيها وعن الأكل وطريقته وطقوسه وعن عاداتهم في صفد الحبيبة وعن الجيران والحارات والجوامع والدكاكين والأسواق , وعن العائلات الصفدية هناك وعلاقاتهم مع بعضهم البعض , وعن أيام المقاومة والثورات وعن عمتي الشهيدة وابن عمها اللذين قتلا على سطح البيت بقنابل يهودية غاشمة , ويبكيها كلما تذكرها , فقد كان والدي حنونا جدا جدا يبكي لسماع اسم فلسطين ومدنها وخاصة صفد الحبيبة , يبكي لسماع الآذان , يبكي لبكاء طفل , وكل ذلك ماهو إلا للألم الذي يسكنه ككل الفلسطينيين الذين تركوا وطنهم غصبا عنهم ومازالوا يحلمون بالعودة .
فالوطنية الصادقة ياعزيزتي هي سلوك يمارس وأفعال تنفذ ومسلك يقتدى به ومشاعر تشع ولا تظهر وأحاسيس تفوح ولا يباح بها . فهكذا كان والدي ككل أبناء جيله يعملون على غرس حب الوطن حب فلسطين في قلوب أبناءهم وتذكيرهم بها حتى تبقى في مخيلتهم وذاكرتهم ويحلمون بالعودة إليها .

اسم والدي (مصباح) واسم والدك(نور) رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته ,لم يبق لنا إلا معنى اسميهما المتشابه لينيران لنا الطريق ويمنحونا الأمل بالعودة .


ملاحظة: حاولت الإيجاز قدر المستطاع ولو أردت الاستفاضة عن أحاديث وذكريات والدي عن فلسطين لاحتجت لصفحات وصفحات عن هذه الذكريات , ولكن ليس هنا مكانها .
بوران شما غير متصل   رد مع اقتباس